Part 27
كان على بعد ضئيل من قطع يده ولكنه غير أتجاه السيف في اللحظة الاخيرة ورماه ناحية شجرة بعيدة صارخا
" إظهر نفسك "
لقد شعر بتواجد أحد هناك يراقبهم بسكون
وقد كان شكه في مكانه عندما خرج شاب من وراء تلك الشجرة
سحب السيف المغروس بالشجرة
ومشى ناحيا تجاه بخطواط بطيئة
" من أنت؟ " سأل زاهاك فور وقوف الشاب أمامه
ليمد الآخر السيف له " أنا ولي العهد لمملكة الميرن "
" ماذا تفعل هنا؟ "
" رأيتك قبل أيام في مملكة الميرن كما رأيت زوجتك وعرفت بقصة الحكماء وأصطيادهم للهجناء
لذا قررت اللحاق بكم "
" والسبب "سأل بفارغ صبر فهو لم يسمع منه كلمة مفيدة حتى الأن
" أنا هجين يعني أني مستهدف من قبل الحكماء
ولاني لا أريد الضرر لشعبي قررت أن أترك المملكة "
" لم أعرف حتى الآن لما تلحق بنا " إنه بالفعل على بعد ضئيل من فقد أعصابه
" إستمعت لحديثك مع سنمار عن توحيد الممالك ومهاجمة الحكماء لذا قررت أن أكون أول المنظمين إليك،
ما رأيك "
حك زاهاك لحيته يفكر في كلامه الذي لا يدخل لعقله
بقى هكذا لدقائق ثم وضع يده بجيبه رادفا
" أجتزت كل هذه المسافة من غير فائدة، أنا أحتاج لملك يجلس فوق عرشه ويأمر حاشيته
وليس مراهق صغير ليس ملكا وهرب من مسؤولياته
هل يعرف أحد من أعضاء مجلس الشيوخ أو العائلات النبيلة التي تأخذ القرارات مع الملك عن وجودك هنا "
" أنا الملك المستقبلي لا أحد يخبرني بما أفعله، الجميع يعرف هذا والجميع يفعل ما أقوله "
" أنا لست من (الجميع) الذي تتحدث عنه
على كل حال وجودك أفضل من عدمه بما أنك مُصر على كونك ملكا ربما تكون سببا كافيا لاقناع بقية الممالك في الانضمام لنا "
" هذا يعني أنك موافق لذهابي معكما "
" نعم موافق "
رفعت هيدا رأسها بعد أن كانت مستمرة بالنظر إلى الارض، وجدت زاهاك يقف بعيدا عنها وأمامه يقف شاب يافع، ما أن رأت ملامحه حتى تعرفت عليه إنه إبن خواز الملك السابق لمملكة الميرن كما أنه ولي العهد ولكنها لا تذكر إسمه
إلتف زاهاك متجها إليها
قبل جبينها بحنان وسحبها معه لتحت الشجرة ليصرخ الشاب فجأة مخاطبا هيدا بكلامه
" أنا هاغرا سعيد بلقائك مجددا سأهزمك في قتالنا القادم إن تقاتلنا مستقبلا "
" من أين تعرفين هذا الاحمق " سأل زاهاك رافعا حاجبيه لتبتسم ماسحة دموعها
" إنه الشاب الذي قاتلته في المملكة السفلية للميرن واحد من بين الثمانية الذين يتبخرون هو قوي جدا
كما أنه ر ..."
" حسنا فهمت توقفي عن الحديث عنه " قاطعها منزعجا من حديثها عنه
لتضحك ببهجة قارصة وجنتيه " هل زوجي الوسيم يغا"
" بل زوجكِ الوسيم منزعج من رؤية دموعك "
" إذا لاتجعلني أبكِ أنت السبب الوحيد في حزني "
" آسف لن أخيب أملك مجددا ، ولن أحزنك أيضا،
سنجد العلاج معا ونقاتل معا لنصنع عالما أفضل لطفلنا
ولجميع الهجناء "
جرح يده بمخالبه ولون جبينها بدماءه " هذا وعدي، وأنا أفي بوعودي "
أحتظن وجهها بيديه لتبتسم برقة وتقترب منه لتقبله
ولكن الطرف الثالث قاطعهما
" عذرا على المقاطعة يوجد كهف قريب من هنا بأمكاننا البقاء هذه الليلة هناك، ولكن إن كنتما تحبان التبلل فلا مشكلة سأذهب وحدي " قال وغادر بإتجاه الكهف
" أعتقد أني سأقتله إن قاطعنا مرة أخرى "
" أعتقد أن وجوده سيضيف شيئا من المرح لرحلتنا "
.
.
أكمل الجميع رحلتهم عند شروق الشمس ليسأل هاغرا كاسرا الصمت المزعج
" أين نتجه بالضبط "
" تبعتنا أسبوعان من غير أن تعرف وجهتنا، ستكون ملكا عضيما
في المستقبل "
" أنا أيضا هكذا أفكر أعتقد أنك تملك نظرة مستقبلية أنت أيضا ستكون ملكا جيدا "
أجاب هاغرا مبتسما على سخرية زاهاك منه
ليهز الآخر رأسه بخيبة
نعم لا فائدة من هذا الصبي المراهق
إنه يتصرف كولد صغير، هل حقا سيكون ملكا في يوم ما
كان هاغرا يستمر بتردد كلمات أغنية شعبية طوال الرحلة، سبب الصداع للجميع ولم يسكت للحظة
وفي كل مرة أراد زاهاك الهجوم عليه وقطع لسانه كانت هيدا توقفه
غطى صوت صراخ هيدا المفاجى على المكان ليتوجه لها زاهاك خائفا
أنزلها على ظهر الحصان ومددها على الأرض برفق
كانت تتلو ألما ويديها يقبض على بطنها بقوة
أستمرت هكذا لساعات إلى أن خارت قواها ونامت في الاخير ولم يقدر أحد منهما على مساعدتها في التخلص من ذلك الألم أو حتى تخفيفه
" حالة طبيعية يصيب الحوامل ستكون بخير ما أن تأخذ قسطا
من الراحة، سأبحث عن مكان نبقى به اليوم لن أتأخر "
قال هاغرا ليهز الآخر برأسه دليلا على سماعه لكلامه ولم يقل شيئا
كان يشعر بالعجز والندم لاحضاره لها
لو أنه لم يسمع كلام والده وبقى داخل المملكة معها كانت ستكون أفضل حالا
لم تكن لتشعر بهذا الألم فجأة حتى لو شعرت به كان الطبيب كلو سيداويها
ولكنه أتخذ قرارا أحمقا مثله
بقى جالسا بقرب رأسها طوال اليوم يحجب ضوء الشمس من أزعاجها
عاد هاغرا بعد مدة وقد وجد كوخا فارغا يبعد عنهم بدقائق
أخذ الاحصنة وتوجه للكوخ بينما حمل زاهاك زوجته ولحق الآخر
.
.
" هل ستبقى جالسا فوق رأسها "
سأل هاغرا ولم يجد أي جواب ليسأل سؤالا آخر
" هل كنت ستقطع يدك حقا ؟ماذا حصل له على أي حال؟ هل قرصك حشرة سامة أو شيء كهذا؟؟؟، أخبرني ربما أساعدك أنا نصف ساحر رغم أني لا أترف كيف أتحكم بقوتي فوالدي كان دائم الانشغال وعندما وعدني بتعليمي قتله أحد المستذئبين
لحظة لقد خرجت عن الموضوع، عن ماذا كنا نتكلم....نعم يدك لدي معرفة جيدة بالأعشاب أخبرني بالمشكلة ربما هناك دواء "
" ألا تتعب من التكلم "
" بالطبع لا أتعب إنه أفضل وسيلة للتخلص من الملل
وانا الآن أشعر بالملل بشكل غير مزعج
وأنت لا تكف عن تأمل وجه تلك المسترجلة "
" مسترجلة؟ " أردف رافعا حاجبيه
" اوه أنت لا تعلم إنها تضرب كالرجال بل هي أسوء منهم
يدها يؤلم بشكل غير طبيعي ألم تخبرك من قبل عن قتالنا، لابد أنها لم تفعل حسنا سأخبرك بنفسي ولكنها قصة قصيرة وأنا أكره القصص القصيرة لهذا سأطولها "
" فقط يكفي تعبت من سماعك خذ قسطا من الراحة أو تدرب لا أريد سماع المزيد "
رفع يديه ليوقفه عن الحديث وتنفس بأرتياح ما أن خرج من الكوخ
عند المساء خرج زاهاك من الكوخ باحثا عن مياه الشرب
فلابد أن تشعر هيدا بالعطش عند أستيقاظها
سمع صوت خرير مياه آتيا من بعيد
ليصل للمكان خلال ثواني مستخدما سرعة ذئبه
ظهر فجأة ليفزع هاغرا الذي كان يتدرب هناك
ويبلل نفسه بالمياه
" ما اللعنة كيف ظهرت فجأة كاد قلبي أن يتوقف " شتم هاغرا واضعا يديه على قلبه
" من كان يدربك يا صبي؟ ألم يخبرك أحد أن تبقى يقضا دائما وتعرف ما يدور حولك "
" أعتذر لشعوري بالفزع، أنا لم أعش جميع حياتي في الحرب وأحتمال موتي في أي لحظة " قال بأنزعاج وعاد لتدريبه حيث يتحكم بالمياه ويصنع منها أسلحة جليدية وأحيانا يبخر جسده
بقى زاهاك يراقبه ليهز رأسه أخيرا بقلة صبر وفي داخله يتسائل عن الأحمق الذي كان يدربه
" هل هذا كل شيء؟ هذا مفهومك عن التدريب "
" ماذا تقصد؟ " قطب حاجبيه متسائلا
" لا تتدرب على فعل شيء تجيده بل شيء لا تجيده
كأزدياد قوتك العضلية أو السحر ألست نصف ساحر "
" لا أحتاج لقوة بدنية بينما أتحكم بالمياه كما لم يعلمني أحد كيف أتحكم بقواي السحرية لا أعرف أي شيء عن التعاويذ لهذا لا أفعل شيءا آخر "
" أنت مخطئ القوة البدنية مهم كما تحكمك بالمياه مهمة
كلما أزداد قوة جسدك أزداد مقدار المياه الذي تتحكم بها
أما بالنسبة للسحر أنت لا تحتاج لشخص يدربك بل تحتاج لصنع تعويذة خاصة بك، هكذا بدأ جميع ساحرات الليل، فقط أحصل على غراب أولا "
" يبدوا بأنك تعلم الكثير عنهن "
" صحيح قرأت عنهن في إحدى المرات "
" إذا بما أننا سنبقى هنا لايام حتى تتحسن حالة زوجتك ما رأيك بأن تدربني؟ " طلب هاغرا مع إبتسامة
ليرفض الآخر طلبه فورا
كان هاغرا شاب يافع ذو شعر أشقر وأعين زرقاء ملامحه يوحي لك أنه شخص هادئ ولكن الحقيقة مختلفة تماما نحيل بعض الشيء وهذا ما كان يزعج زاهاك بشأن هذا الشاب إنه نسخة مصغرة عن والده
والأفكار السيئة تدور في رأسه حول هذا الرجل
" بربك يا رجل لن تخسر شيئا لو دربتني "
قال وقابله سكوت الآخر ليقوم
" حسنا أخبرني بما حدث ليدك سأعالجه وبالمقابل ستدربني صفقة عادلة أليس كذلك "
" هل ترى تلك الصخرة، إن كسرته بخمس لكمات سأدربك " تمتم مأشرا على إحدى الصخور الكبيرة
ليفتح الآخر عينيه بصدمة
" هل تخطط لكسر يدي لن ينكسر حتى لو لكمته طوال الليل "
" طالما أنت متردد هكذا لن أدربك، حتى لو عشت حياتك بأكملها تملك هذين الذراعين النخيلين كأذرع النساء " قال بكل برود ووقاحة قاصدا إهانته وتحفيزه للكم الصخرة ولكن رد فعله كان مختلفا عن ما توقعه
" أذرع النساء؟؟ أنت بالفعل تبدوا كواحدة منهن مع حملك لجرة المياه هذا، في إحدى المرات قرأت قصة عن فتاة أعتادت ملئ جرتها بالمياه في كل صباح إلى أن ألتقت هناك بحبيبها حسنا وصف الكاتب لتلك الفتاة وكيف تحمل جرتها ينطبق عليك تماما "
نعم لقد قال ذلك بالفعل وفعل وبصوت،عالي بنبرة ساخرة وملامح شامتة
وفتح أبواب الجحيم على نفسه
لو أنه أكتفى بلكم تلك الصخرة لمرة واحدة حتى إن لم يكسره كان سيدربه بالفعل
فهو لا يريد شخصا قويا ليدربه بل يريد شخصا يطلب القوة ويفعل أشياء غبية كلكم هذه الصخرة الصلبة فقط لأجل
الحصول عليها
حسنا لم يحصل ما كان يفكر به
وعلى هاغرا أن يتحمل نتائج ما خرج من فمه ونطق به لسانه
لم يدرك هاغرا كيف ومتى قبض زاهاك على عنقه وعلق جسده في الهواء
لقد حاول تحرير نفسه منه مهاجما أياه بالمياه ولكن الآخر بقى واقفا بمكانه من غير حراك حتى أنه لم يتصدى لهجماته
كان جسده يستقبل هجماته بكل برود ولم يكن يتأثر أبدا
رؤيته لهذا جعله يدرك أهمية القوة البدنية الذي تحدث عنها
أراد التبخر ليخلص نفسه من يديه ولكنه لم يقدر كان زاهاك يضغط بأصبعه على إحدى أوردة عنقه
وكلما أشتد ضغطه شل جسد الآخر أكثر وقل قوته
بالإضافة لعدم قدرته على التحرك
.
.
فتحت هيدا عينيها عند حلول الظلام وقد عاد الحياة لوجهها أخيرا
أول ما رأته هو السقف الخشبي المتهالك والذي يبدوا وكأنه سيسقط لو ضربته عاصفة ما
نظرت حولها لتجد نيران شاعلة بمنتصف الكوخ
وبعض الأثاث المتهالك
أبعدت الغطاء عن جسدها ونهضت خارجة من الكوخ تبحث عن أي أثر لزاهاك و هاغرا
*يمكنني أشتمام رائحته أتجهي للامام*
أردفت كارا لتنجه حيث ترشدها الاخرى إلى أن لمحت جسدهما أخيرا
كان زاهاك واقفا ينظر للاسفل حيث يجلس هاغرا ويعاني صعوبة في ألتقاط أنفاسه
ألتفت زاهاك لها ما أن شعر بوجودها ليعطيها أبتسامة دافئة ويتجه لها حاملا جرة المياه
" ماذا حصل له " سألت نا أن وقف أمام
ليجيب واضعا الجرة تحت إبط يده المصابة ويحملها بيده الاخرى " علق شيء في حلقه هو بخير الآن "
" يمكنني المشي لا حاجة لحملي "
" خطأ، أنت ملاك والملائكة لا تدوس الأرض... "
إبتسمت حاضنة أياه بقوة " أحبك " وأستمرت بتكرار تلك الكلمة إلى أن وضعها داخل الكوخ
" هل لازلت تتألمين " تسائل ماسحا على بطنها بيده وكأنه يمسح على رأس طفله
" أبدا، أنا كالحصان "
" جائعة؟ " سأل مقبلا يديها لتومأ برأسها بنعم
أبتسم لها وخرج ليشوي لها بعض اللحم كالعادة
فهو كمستذئب لم يتناول غيره مسبقا ولا يعرف كيف يصنع الأطعمة الأخرى ولكنه سيحاول بالتأكيد
شوى الكثير من اللحم في تلك الليلة أخذ بعضا منها وتوجه للشلال أولا حيث هاغرا
كان بأمكانه سماع صوت لكماته من مكانه وهذا جعله ينسى وقاحته معه و يبتسم بفخر رغم أنه تعرف عليه منذ يوم واحد فقط
" هل أتيت لتسخر مني " سأل هاغرا ما أن شعر بوجوده
ليضع له زاهاك اللحم على الارض
" أغسل يديك وتناول اللحم سيبدأ التدريبات عند شروق الشمس ونم جيدا لاني لن أتساهل معك "
قال وغادر عائدا للكوخ
.
.
عند شروق الشمس وقف زاهاك وفوق رأس هاغرا الذي كان لا يزال نائما وصوت شخيره في كل مكان
" أنا في الخمسين ولا أشخر ما بال هذا الفتى " تمتم و
ناداه بضع مرات ولكنه لم ينهض أفرغ كأس ماه على وجه ولم يستيقظ بعد ليركله بخفة على معدته
وينهض الأخر متألما
" ماذا الأن "
" موعد التدريبات تناول أي شيء وتعال إلى الشلال "
" ألم تحضر الفطور "
" وهل أنا أُمك أطعم نفسك بنفسك "
" وأنا كنت أقول عنك عطوفا "
" أغلق فمك المشخر وألحق بي إن لم تكن ستتناول الفطور، هناك الكثير من الأشياء الذي يجب عليك القيام بها "
.
.
" بماذا نبدأ " سأل هاغرا
" لم تتناول الفطور إذا، حسنا أنت حر سنبدأ بتقوية الزراعين أنبطح وقم بمئتي تمرين ضغط "
" هل تخطط لقتلي، هذا غير معقول إن كان البداية هكذا فماذا عن القادم هل ستجلس على ظهري وتأمرني بالقيام ب٢٠٠ أخرى "
" لا. سنعمل على قبضتك هناك بعض الاحجار الكبيرة عليك كسرها "
" أريد تناول الفطور أولا "
" فات وقت الندم، دع جسدك يعمل أكثر من فمك
ولاخبرك مجددا إن توقفت قبل أن تكمل ال٢٠٠ ستبدأ من الاول "
" هذا تعذيب؟" أردف متعارضا
ليتمدد زاهاك مغمضا عينيه
" حرك جسدك فلا فائدة من تحريك فمك "
بدأ هاغرا بالتمارين وبعد عناء تمكن من القيام بجميع التمارين
تمدد على الأرض بتعب ملتقطا أنفاسه
لينهض زاهاك قائلا " عمل جيد لم أتوقع هذا منك لديك ٣٠ دقيقة راحة أقضها بملئ معدتك ثم أرجع سنبدأ بالتمرينات الحقيقية "
" وال٢٠٠ ضغط هل كانت لعبة لنبدأ الآن بالتمرين الحقيقي بأي صخرة سنبدأ أساسا "
" لا يوجد تحطيم صغرة وأنت بكل هذا الضعف كنت أُخفيك فقط تحتاج لاسبوعان حتىتصل لذلك المستوى"
" أنت حقا مخادع وبارع بجعل الآخرين يصدقونك "
" بقى ٢٩ دقيقة فقط من أستراحتك هل ستهدرها بالحديث "
.
.
مضى أسبوع آخر ولا زالوا في نفس الكوخ
تحسن حال هيدا وأصبحت كالاول بعد يومان
وبقية الأيام قضاه زاهاك بتدريب هاغرا
تحسن مستواه في القتال الجسدي خلال هذا الاسبوع
" أين هاغرا هل لازال يأكل كالوحوش " سألت هيدا زاهاك الذي دخل لتوه للكوخ
كانت هيدا متمددة على الأرض وتلعب بشعرها بملل بدأ شكلها مغريا ولطيفا أكثر ببطنها الكبير
تمدد زاهاك بجانبها متمتما
" إنه يبذل جهدا كبيرا بالتدريب كما أن الطعام الذي تعديه لذيذ جدا لهذا تجديه يأكل كالوحوش "
" إنه صبي ضريف وخفيف الدم أتمنى أن يكون طفلنا مثله "
أخذ زاهاك يفكر بكلامها ويتذكر هذا الاسبوع الذي قضاه برفقة تلميذه، الإذاعة المتنقلة هاغرا والذي لا يتوقف عن الكلام ولم يقدر على وصفه سوى بتلك الكلمتين
" إزعاج، صداع "
" لا تقل هذا أعتقد أنه ظريف "
" أتمنى فقدان حاسة السمع بالإضافة إلى قدرة الإنجاب على أن أمتلك أبنا مثله، إنه لا يتوقف عن الكلام وأزعاجنا عندما نبقى وحدنا لا أصدق أني أبقيت يدي بعيدا عنك لأسبوع كامل "
قال معتليا جسدها وملتقطا شفتيها بقلة لم تدم ثواني لانها أبعدته فورا
" ماذا تفعل قد يدخل في أي لحظة "
" لن يفعل أخبرته أن ينام بعيدا عنا الليلة لاني سأقضي وقتا خاصا مع زوجتي "
" هذا عيب "
" لنفكر بهذا لاحقا ونبدأ بالتخلص من هذا الفستان "
أردف منزلا أكتاف فستانها وشفتيه يترك علامته على رقبتها لينفتح الباب فجأة وبقوة
ويدخل الطرف الثالث والمزعج الغير المرحب به ومفسد اللحظات بهمجية ويتصنم مكانه وهو يرى هذا المشهد والذي لن يتكرر أبدا أمامه
" ما اللعنة أخبرتك أن لا تدخل للكوخ وأن تنام في مكان آخر فقط لهذه الليلة " صرخ زاهاك بغضب
" أريد أخذ أغراضي وحسب، لم أعرف أنك متسرع هكذا"
همس هاغرا، أخذ أغراضه وأختفى بثواني
ليتنفس الأخر بقلة صبر
" مأكد بأني سأقتله ولا أريد طفلا يشبه رجاءا هيدا أنجبي فتاة لطيفة خفيفة لا أريد ولدا عاقا كهذا الشيء "
.
.