Part 26
كيف أصبحتي اليوم "
سألها مستشارها وبدا القلق واضحا على وجه
إنه يأتي كل يوم إلى خيمتها في نفس هذا الوقت ويسأل نفس السؤال
وهي تجيبه بنفس الشيء " أنا بخير بإمكاننا أن نكمل الرحلة اليوم "
ولكنه يعارضها وكأنه هو الامر الناهي هنا وليست هي
" قد يسوء حالتكِ يجب أن ترتاحي أكثر "
" لم أعد أتحمل البقاء في الفراش، تحسنت حالتي كثيرا سنكمل رحلتنا اليوم والآن جهز الفرسان "
قالت ليكسا بنبرة آمرة ليمتثل لاوامرها فهي الاميرة
وخلال دقائق كان الجميع جاهزا لإكمال الرحلة
وهي في المقدمة على ظهر حصانها
كانت تحاول بكل جهد أن تخفي عن الجميع أنها حامل فمصيرها سيكون سيئا
فأي أميرة تحمل من غير زواج سيلقبوها بالعاهرة
كما أن لا أحد يقبل بأن يتلقى الأوامر من عاهرة
وسيحرقوها حية
فقوانين العائلة الملكية واضحة وضوح الشمس
لقد دفنت جسدها في الملابس الواسعة حتى لا يكشفها أحد لاتخالط أحد أو تحدثهم خوفا من أن ينزلق الحقيقة عن لسانها
" ألم تقرري حتى الآن إلى أين سنذهب، الجميع يتسائل"
سأل مستشارها لتنظر إليه لثواني ثم تجيب
" لن أعود بكم إلى المملكة الذي طردنا منها فالأرض هنا ميت على كل حال "
" أين سنذهب إذا ومتى سينتهي رحلتنا أوشك المؤون على الانتهاء ولايوجد حيوان لنصطاده "
" تحملوا قليلا لم يبقى الكثير لنصل "
" ألن تقولي أي شيء عن وجهتنا لو بقينا في تلك القرية كان سيكون أفضلا لنا "
" لم أجبر أحدا على اللحاق بي سيد هيوشي
إن بقينا هناك ربما يتكرر ما حدث معنا في مملكة الفاوكين وندخل في حرب جديد لأجل البقاء "
" بدى سكان القرية مسالمون "
" بل كانوا يحمون اطفالا هجناء، رأيت علامة الهجناء بنفسي لم يقوموا بختمهم حتى، سكان تلك القرية ضعفاء رغم أمتلاكهم للقوة
كما أنهم تحدثوا عن قرية أحرقها الحكماء بسبب أخفائهم للهجناء وأنا لن أخاطر بحياتكم،وبما انك مصر على معرفة
وجهتنا فسأخبرك، إنه تلك القرية التي أحترق سنبني حياتنا الجديدة هناك، وأياك أن تعترض "
أردفت بآخر جملة بأمر ليتجاهل كل حديثها ويفتح موضوعا آخر
" فقط أصحاب الدماء النقية يرون علامة الهجناء وهم أعينهم صفراء وأنتي عيناك عسلية كيف يمكن أن تكوني من أصحاب الدماء النقية
ولاخبركِ الحقيقة هناك هجناء بيننا أيضا "
" ليس كل المعلومات في أكاديمية النار صحيحة
كما أني أعرف أن أصحاب الأعين الخضراء والزرقاء من شعبي هجناء ولكن ما لا تعلمه أنهم مختومون
ولن يكتشف أحد حقيقتهم طالما هم هكذا "
هز هيوشي رأسه ولم يضف أي كلمة
هو لا يثق بها أبداً كيف عساه يفعل وهي أخذت القيادة منذ ثلاثة أسابيع فقط
كما أن مزاجها كثير التغيير ودائما متعبة
هو فقط سلم نفسه للحياة ليرى إلى أين سيأخذه كجميع الموجودين هنا
.
.
عند حلول الظلام كانوا قد وصلوا لاحدى الغابات أسطادوا بعض الحيوانات وتناولوا عشائهم جميعا معا نصبوا الخيام ليقظوا ليلتهم هناك
كانت ليكسا تتمشى وحدها في الغابة عندما وجدت نفسها فجأة أمام شلال ضغير
صوت خرير الماء وشكلها الصافي ذكرها بأيام جميلة
قضته مع شخص كان عزيزا عليها ولازال كذلك في مكان ما داخل قلبها
هزت رأسها تبعده عن أفكارها أدخلت قدميها للمياه وكانت شديدة البرودة
ربما حمام بارد سيساعدها في تجمد عقلها ليتوقف عن تفكيره به
خلعت عبائتها الطويلة ويليه فستانها بقيت بفستانها الأبيض الداخلي الشفاف
توقفت لثواني عندما سمعت صوت كسر غظن شجرة
حملت فستانها على الأرض تظاهرت بالانشغال به وألتفتت ببطئ لترى من يراقبها وكان مستشارها هيوشي
" أخبرتك أن لا تلحق بي " قالت بحدة بينما هو كان فقط ينظر لبطنها البارز
" أنتي حامل، أنت لست متزوجة "
كان يستمر بتكرار تلك الجملة وكأنه يخبر نفسه بها ليصدقها وعندما عاد لوعيه
ظهر تلك الابتسامة الخبيثة على وجه
" في النهاية لم تكوني أكثر من مجرد عاهرة "
" أنتبه لما يخرج من فمك هيوشي أنا ملكتك كلمة أخرى وسآمر
بقطع رأسك "
" وأنا سأقول للجميع عن حقيقتك سيحرقوك حية سآخذ مكانك فلم يبقى أحد من عائلتك
ولكني فارس نبيل لن أفعل ذلك بملكتي المثيرة "
أبتسم وهو ينظر لجسدها بشهوة وأكمل قائلا
" لكِ الخيار إما أن تتزوجي بي وأكون الملك أو تموتين "
ضحكت بسخرية من كلامه وسرعان ما تغير تلك الضحكة لنظرة شديدة البرود " أنت ميت "
همست وهاجمته بكتلة من النيران
تفاداها بصعوبة بسبب سرعتها وهجم عليها بالمثل وكنها فاجئته عندما دارت يديها وتحكمت بالنيران الذي قذفه نحوها
لقد كان مندهشا من ما رآه للتو فهو لم يسمع أو يرى من قبل عن أحد تحكم بهجوم خصمه
وهاجمه بنفس نيرانه لقد كان حركاتها سلسة سريعة ومدروسة
لم تكن تتحرك مثل فرسان النار أثناء القتال
بل حركاتها كانت أشبه بحركات سمكة يسبح داخل البحر
ولكن هذا لم يجعله يستسلم أستمر في مهاجمتها
إلى أن تمكن من تشتيت حركاتها عندما قام برمي عدة خناجر نحوها ولم تتمكن من تجنبها جميعا
وقعت على الارض وهو كان فوقها وقبل أن يغرس سيفه بقلبها
وقع رأسه على الأرض بجانبها وتلون وجهها بدماءه
دفعت جسده ليقع بعيدا عنها ونظرت للشخص الذي أنقذها، ولم يكن سوى بلاكي
يحمل السيف باليد اليسرى ويمد اليمنى لها
لاشعوريا مدت يدها أيضا ليمسك بيدها وتنهض
" هل أنتِ بخير "
سأل ناظرا لعينيها
أبتعدت عنه بضعة خطواط متأملة شكله كان الإرهاق واضحا بعينيه لحيته كان طويلا للغاية
وبشرته أكثر سمارا، لابد أنه بقى طويلا تحت الشمس
أبعدت هذه الأفكار عن رأسها وأجابته عندما أعاد نفس السؤال للمرة الثالثة
" وصلت في الوقت المناسب، ككل مرة "
أدرفت بآخر جملة متذكرة ذكريات الماضي
" بحثت عنكِ كثيرا " قال وأقترب منها بخطواط بطيئة
ليعرف إن كانت ستذعر منه مجددا أو كانت ستبتعد
حظنها ببطأ ما أن وصل إليها
يمسح على شعرها ويشتم رائحتها وكأنه لم يصدق بعد بأنها هنا ويتأكد من وجودها
" حدثني زاهاك عن ما حدث لك، ظننتك ميتا "
" هل قلقت علي "
أرادت أن تقول نعم أن تخبره كم كان فراقه صعبا
عن الكوابيس الذي تشاهده كل ليلة
ولكنها لم تفعل كرامتها فوق كل شيء
وهي لم تنسى ما فعله ولم تسامحه
" لا، كنت أملك أشياء أهم لافكر بها "
همست بلا مشاعر وأبتعدت عنه داخلة للمياه
تنظف جسدها من دماء الوغد الذي مات منذ لحظات
" تخلص من جثته "
أمرته ببرود لينصاع لها ويحمل جثة هيوشي مبتعدا عنها ليدفنه في مكان بعيد ويترك لها بعض الخصوصية
أستغلت أبتعاده لتشلح فستانها الداخلي الشفاف
وضعته على غصن أحد الأشجار بعد أن غسلته جيدا وعادت لداخل المياه
أغمضت عينيها وأسندت ظهرها على أحد الصخور مسترخية بعد الجهد الذي بذلته في مقاتلة هيوشي
عاد بعد ساعتان ليجدها لازالت داخل المياه ومغمصة العينين، أنفاسها المنظمة كان دليلا على نومها
نظر لنفسه وكان ملابسه ملطخا بالماء والدماء
شلح ملابسه غسلها و علقها لتنشف
دخل للمياه غسل جسده وتوجه لها
حمل جسدها ببطئ ليخرجها من المياه
ولكن ما أن أدرك أنها لا ترتدي شيئا رمى جسدها بذعر ليصدر أسطدام جسدها بالمياه صوتا عاليا بعض الشيء
وتستيقظ بفزع
" ماذا حدث ما كان ذلك الصوت هل هناك حرب جديد
إلاهي أرجو أن لا يكون الحكماء دورا بوجود الهجناء "
كانت تتحدث بذعر تنظر حولها وتنتظر سماع أصوات القتال وضرب السيوف لكنها لم تسمع شيئا
" أنتي حامل "
أعادها صوت بلاكي ويديه حول بطنها لرشدها
" أنتي بالفعل حامل "
أعاد الجملة مجددا وسحبها معانقا جسدها بقوة
متمتما بكلامات يعبر عن فرحته بهذا الخبر
كانت قد شعرت بالملل من مقاومته وهو لم يكن يتزحزح عنها لترفع قدمها وتركله بين قدميه
وقع على الارض يأن بألم بينما هي مشت مبتعدة عنه مرتدية ملابسها
" أفقدتني قدرتي على الإنجاب للمرة الثانية "
خرج كلامه كهمس ولازال يأن بألم
" جيد تستحق ذلك "
أردفت ببرود عائدة لحيث يجتمع البقية
وفي داخلها تضحك على منظره
وقفت خلف شجرة كبيرة بعيدة عنه قليلا تنتظر أن ينهض ليتبعها ولكنه لم يفعل وعندما تأخر بالقدوم قررت الاطمئنان عليه
وفي كل خطوة تخطوها نحوه كان هناك حرب يجري بين قلبها العاشق وعقلها المتكبر الذي يصرخ بكرامتها
وأنتهى الحرب بفوز قلبها وركل كبريائها
فهي لم تراه منذ أكثر من شهر وطوال تلك المدة كانت تظن أنه ميت
هي لم تسامحه حتما على ما حدث ولكنها بحاجة لنسيان كل شيء لدقائق فقط
حتى نشبع فؤادها برؤيته ثم ستعود لتجاهله
وستنسى هذه الليلة وكأنه لم يحدث
" هل تتألم كثيرا " سألت عاضة شفتيها والندم واضح على وجهها
هو لم يقل شيئا ملامحه الغاضبة كانت كافية لتفهم كل شيء
" أنا لم أضربك بتلك القوة " همست وشعور الذنب تمكن منها ومجددا لم يقل شيئا فقط أستمر بالنظر لها ببرود
لتبتلع ريقها بخوف من تلك النظرات وتغير الموضوع تماما
" ستمرض إن بقيت هكذا جسدك مبتل والهواء بارد كما أنك لا ترتدي سوى ملابس داخلية أين بقية ملابسك "
ومجددا لم يقل شيئا " سأبحث عنه " همست
وقبل أن تنهض من جانبه سحبها من يدها لتقع جالسة على الأرض
" منذ متى تعرفين بوجوده " سألها ويديه حول معدتها وكل ذرة منه يأمل أن لا تقول ما يفكر به
" منذ البداية "
" متى بالضبط " صرخ بها والشياطين بدء باللعب برأسها
" قبل يوم الزفاف " أجابت بشجاعة ليس وكأنها ترتجف خوفا من غضبه المفاجئ
هي لم ترى هذه النظرة منه مطلقا حتى عندما شتمته
وسخرت من مكانته خوفا من والدها
" لما لم تخبريني، لما بقيتي ساكتة "همس ببرود يحاول كبت غضبه بصعوبة
" لم أكن لاعيش مع مغتصبي وأتركه يكبر معك ليصبح مثلك " أجابت بشجاعة
وأستمر تلك الشجاعة الثانية لعينة واحدة فقط
وأختفى في الثانية الأخرى عندما نظرت لعينيه
لقد كانت عينيه خالية من المشاعر تماما
لم ترى بهما أي شيء وهذا جعل كل خلية من جسدها يرتجف خوفا من ما سيأتي
" وقفت تحت قدميك توسلتكِ لأجل السماح
ليس لمرة واحدة بل لعدة مرات وأنت أخترت شخص آخر " لكم الأرض عدة مرات صارخا بقهر
لقد أعطاها الحق هي محقة بتفكيرها بتلك الطريقة
هو ليس أكثر من مغتصب لعين في النهاية
ومهما فعل لن يغير تلك الحقيقة
وهذا كسر ظهره
" لماذا كان يحاول قتلك "
أبتلع ريقه مغيرا الموضوع فمهما تحدثا عنه النتيجة واحدة والحل غير موجود
" عرف بحملي كان سيخبر الجميع وأنت تعرف جيدا عقوبة أمثالي
لهذا هاجمته أولا ولكنه كان أقوى "
" حتى لو أخفى ملابسك الواسعة وجوده سيأتي يوم وسيولد لن يبقى سرا طوال الحياة "
" ماذا أفعل إذا لا يوجد مكان لاهرب له
ولايمكنني ترك شعبي بعد أن وضعوا ثقتهم بي ولحقوا بي كل هذه المدة وهم يعرفوني منذ شهور فقط "
" تزوجي بي " أردف بأمر لتوسع عينيها بغير تصديق من كلامه وتنزعج من نبرته الامرة " لا تأمر ملكتك "
أردفت رافعة حاجبها بعد أختفاء غضبه فور نطقه لتلك الجملة
القصيرة
لا تنكر أنها سعيدة وقلبها يرفرف
" أعني هلا تزوجتي بي، زواج شكلي فقط حتى لا يتعرض لك أحد بالاذية وأعدك أني لن أفعل شيئا رغما عنك ولن ألمسك أبدا إلا إذا أردت ذلك، ربما سأسرق بعض القبلات أثناء نومك وسأتعمد لمس يديك في كل فرصة ولكني لن أتجاوز حدودي
سأدللكِ كثيرا وأهتم بك دائما سأحميكِ للأبد
وإن لم توافقي لن أدع أي رجل حي يقترب منكِ "
هل قالت للتو أنها سعيدة
إن كلمة السعادة قليلة بحق ما تشعر به
أوليس هذا ألطف شيء سمعته بحياتها رغم تهديده الأخير ولكنها أحبت كل كلمة نطق به لسانه وكان رضاها واضحا بعيناها التي تلمع بها النجوم
لقد حاربت أبتسامتها من الظهور ولكن جسدها يتصرف كما يشاء
كانت بالفعل مبتسمة أوسع أبتسامة بحياتها
هذا ليس عدلا... هذا ليس عدلا أبدا ...أعني لما يحدث هذا معها لما الأن لما جسدها لا يخضع لاوامرها
هي تريد أن تعاقبه بشدة ليدرك قيمتها رغم أنه يدركه بالفعل ولكن هذا لا يكفيها
تريد أن تعذبه أن تجعله يتذوق من مرارتها القليل قبل أن تسامحه
هي تحبه بصدق وكل محاولاتها بكره طوال غيابه باءت بالفشل
ما أن لمحت مجددا
" أعتقد بأن هذه الابتسامة يعني الموافقة "
همس متلمسا خدودها الممتلئة وشفتيه يقبل غمازتها المتواجدة على خدها الآخر
كان جسدها مخدرا ومحتاجا للمساته أكثر من ما هو كان يحتاج لمسها فهي لا تخضع لسيطرة مشاعرها فقط بل هي تحت سيطرة هرموناتها أيضا
شعرت بالخطر لذا قبل أن تقع تحت سحره وتفشل خطة تعذيبه قبل أن يبدأ دفعته ونهضت عائدة للخيمة
" تلك الابتسامة لم تكن موافقة فقط بل كان تخيلا لما سأفعله لك بعد الزواج "
صرخت ليسمع صوتها وسارعت بخطواتها لتصل بوقت أقرب بينما بلاكي لحق بها بعد أن أرتدى ملابسه
في الصباح كان الجميع جاهزين لاكمال الرحلة
وكالعادة ليكسا وحدها في المقدمة ما أن تحرك حصانها تبعها الجميع وبعد ساعات وصلوا لوجهتهم أخيرا

القرية كانت مهجورة من السكان
ساحة القرية وبعض البيوت حولها سوداء
وعلى الأرض هناك رماد الضحايا وبقايا بعض الجثث
أمرت الفرسان بدفن تلك البقايا بينما أستقرت هي بإحدى البيوت
دخلت لغرفة النوم وتمددت على السرير بتعب
فالحمل يرهقها كثيرا
دخل بلاكي لغرفتها عند المساء ليجد أنها لا تزال نائمة
وضع الطعام الذي أحظره لها جانبا
وجلس قربها على السرير يتأمل وجهها، يداعب وجنتيها
" أخبرت الجميع عن علاقتنا كما أخبرتهم أن يجهزوا كل شيء لزواجنا " همس سارقا بعض القبلات من شفتيها
" هيا أنهضي سنبدأ بالطقوس " هز كتفيها لتصفع يده ما أن أستيقظت من النوم
" أخرج أريد أكمال النوم " تمتمت بصوت مليئ بالنوم وأعطته ظهرها مكملة النوم
ليبعد عنها الغطاء ويسحبها من قدميها لطرف السرير
رفع جزءها العلوي وتركها جالسة على السرير
وعاد إليها يحمل صينية الطعام
وضعها بحظنها وجلس على ركبتيه أمامها يطعمها بيديه
" لم أنت مستعجل لهذه الدرجة أريد أكمال النوم "
" أبتلعي اللقمة ثم تحدثي تصرفك لا يناسب الملكات"
" لا تعلمني اللباقة من يسمعك يظنك نبيل "
" أعذري وقاحتك مولاتي أنا فقط لا أطيق صبرا لاجعلك لك، كما أننا لا يمكننا الانتظار أكثر لن يقدر ملابسك الواسعة على أخفاءه للأبد "
" سيظهر الحقيقة عندما يولد مبكرا " اردفت بعدم مبالاة وفتحت فمها مبتلعة اللقمة الذي بيده
" لن أسمح لأحد بإذائك أعدك بذلك "
" أعرف ذلك لهذا لست خائفة "
" يسعدني سماع ذلك " أردف بإبتسامة واسعة ولازال لا يصدق أنها قالت ذلك
كان يظن أنه سيذوق الويل قبل أن تسامحه ولكنه الآن مطمئن وكل شيء تغير في ثانية فهي لن تكون ليكسا إن لم تجعله يركع أمامها معتذرا رغم أنه فعل ذلك
" لا تفرح كثيرا ينتظرك أيام سوداء بعد الزواج عزيزي "
قالت ونهضت واقفة سحبته من يده ليقف ويتجها لحيث يجتمع الجميع لأجل طقوس زواجهم
بدأ الطقوس بدوارهم حول النار تزيين كل واحد لوجه الأخر بالرمال زرعهم لشجرة التفاح ثم ألقاء الوعود
" أنا الفارس بلاكي أحد أولاد بلودرينا أعدك أن أحبك وأبقى وفيا من اليوم وإلى أخر يوم في حياتي
أعدك أن يكبر حبي لك كل يوم كما يكبر هذه الشجرة "
" أنا ليكسا أبنة الملك أعدك أن أكون لك من اليوم وإلى آخر يوم "
ما أن أنتهى العروسان من تلاوة الوعود
تقدمت إحدى النساء وكما هي العادة عندهم أعطتها قطعة قماش أبيض وطلبت منها أن تفرشها على السرير قبل أن يدخل زوجها عليها
نعم الآن سيبدأ المصائب بالفعل
اللعنة هي تتمنى أن ينتهي الأمر بهذا فقط ولا تقم النساء بمراقبتهم خلسة كما هي العادة
أمسك بلاكي بيدها وقادها لمنزل آخر
كان المنزل مضيئا بالشموع وغرفة النوم مزينة بالورود الحمراء، لونها المفضل
كان نافذة الغرفة يطل على الخارج والستائر لا تغطي النافذة بالكامل
لمحت أحدهم هناك ينظر لداخل الغرفة عندما قامت بفرش القماش فوق السرير
حسنا يبدوا أنه لا خيار آخر أمامها سوى ممارسة الحب مع زوجها
تنهدت بأنزعاج وأعطت ظهرها للنافذة حتى ترتدي فستان النوم الذي وضعه أحدهم في الغرفة
مأكد بأن أول ما ستفعله كملكة هو تغيير هذه العادات السخيفة
" سأنام في الخارج إن كان وجودي يزعجك "
أردف بلاكي الذي دخل لتوه للغرفة
لتبتسم برقة وتقترب منه محاوطة رقبته بيديها
" وهل ستترك عروستك وحدها في ليلة زفافها "
كان الاستغراب والتساؤل واضحان على ملامحه
وكأنه يحادث فتاةً أخرى وليست حبيبته ليكسا
" مابك ساكت هل سنقضي الليلة واقفان هكذا " أردفت مداعبة لحيته الطويلة
" هل أنتي بخير " سأل ما أن عاد لرشده فكيف يعقل أن يتغير جميع تصرفاتها بدقائق وكأن شيء ألتمسها
فتح عينيه بصدمة عندما بدأت بشلح ملابسه
" نحن مراقبان تماما إنها العادات هل نسيتها أمسح هذه الملامح على وجهك قبل أن نكشف "
" أنا سأصرفهم " أردف مغادرا لتسحبه من يده وتجلسه على السرير ثم تجلس بحظنه
وتبدأ بتقبيل وجه قائلة بين كل قبلة
" إلى أين تظن نفسك ذاهبا ستجعل الجميع يشك بنا "
همهم مستمتعا بلمساتها الذي يشعل النيران بجسده
لف يديه حول خصرها مددها على السرير وهو فوقها
" أنتي تجعليني أفقد السيطرة "
" وهذا هو المطلوب زوجي الوسيم "
هز رأسه خاطفا شفتيها بقبلة طويلة ويديه يمزق أسفل فستانها
" هل تعرفين الذين يراقبوننا "
" بعض نساء المملكة "
" جيد إذا " أردف ناهضا من فوق السرير شالحا ملابسه
" ماذا تقصد؟؟؟ "
" أقصد يمكنني فعل ما أريد من غير أن أخاف من رؤية رجل لجسدك " أردف مغطيا جسدهما بالغطاء
ليبدأ جولتهم في عالم الحب
لم مؤلما مليئا بالاهانات كالمرة الأولى
بل كان مليئا بالحب والهدوء
لم يتوقف أبدا عن تقبيل يديها وأخبارها كم يحبها وكم هو محظوظ بوجوده معها وسعيد بطفلهم
في الحقيقة هو أكتفى بتقبيلها ولم يجامعها مطلقا ظانا منه أنها لا تريد ذلك
هو فقط جعل كل شيء يبدوا وكأنه يمارس معها الحب لإسكات لسان الذي يراقبون من الخارج
فتحت عينيها عند شروق الشمس لتجد بلاكي جالسا على الأرض بجانب طرفها من السرير
يتأمل ملامحها بإبتسامة يسلب الأنفاس
" متى أصبحت وسيما هكذا "
وجدت الكلمات يخرج منها من غير أدراك
لتصفع لنفسها داخليا على غبائها وتقول شيء آخر
" أعني ماذا تفعل هنا "
" حظرت الإفطار قبل أن أذهب لعملي وقلت لنفسي يجب أن أتناوله معك "
" أي عمل هذا "
" الزراعة، سنبني حقولا جديدة مع الفرسان ونزرع كل شيء، التجارة هو الطريقة الوحيدة لإعادة مجد المملكة وتوسيعها تحدثت مع الفرسان عن الموضوع هذا الصباح والجميع أيدوني "
" إنه بالفعل فكرة جميلة، هل دخل أحد لهنا بعد خروجك؟ "
" كلا لم يدخل أحد "
ما أن أجاب سحبت يده وعضته بقوة ليصرخ بألم محاولا إبعادها ولكنها لم تتركه إلى بعد أن شعرت بطعم الدماء
لفت الغطاء الابيض حول جرحه ليتغير لونه للاحمر
" ماذا تفعلين يا متوحشة "
" ألون السرير بدماء عذريتي، أخبر النساء بأن يدخلوا إلى إن أرادوا ذلك، أخرج الآن من غرفتي أياك أن تدخله مجددا "
" يبدوا أن أيامي السوداء بدأ "
أردف بإبتسامة وكأنه كان يعرف ما ينتظره ثم خرج من غرفتها ذاهبا لمساعدة البقية في أعمال الحقل
بينما هي بقيت متمددة فوق السرير
والذي بالمناسبة كل من يراه سيظن بأن حرب جرى فوقه
رغم أن لاشيء سوى بعض اللمسات حدث بينهما
.
.
.