Part 29
Sofia pov
صوت إغلاق الباب تسبب بأستيقاضي
فتحت عيناي ورمشت بضعة مرات حتى يتضح الصورة وجدت نفسي بغرفة بيضاء وأحدهم يحتظنني بشدة
" أنتي محظوظة لامتلاكك هذا الزواج "
سمعت إحداهن تقول
ألتفتت لأجد فتاة سمراء بملابس خضراء
وتقوم بشيء ما
" من أنتي " سألت لتجيب مبتسمة " أنا ممرضة "
" وماذا تفعلين هنا "
" أساعدك لتشفي بوقت أسرع "
" فهمت اغلقي الأنوار عندما تخرجين لازلت أشعر بالنعاس "
" نعاس كنت غائبة عن الوعي عندما اتيتي
ما برودة الدم هذا على اي حال
أخشى أن ذلك لن يحدث أيقضي زوجك فقد حان وقت الخروج فحالتك أصبحت أفضل "
قالت وخرجت من الغرفة
هل أنا مريضة ماذا حدث لي لا أذكر
ألتفتت لانظر للرجل الذي خاطبته بزوجي
إنه وسيم جدا
لديه القليل من اللحية على وجه
أحب اللحية الخفيفة جدا
لامست ملامحه ببطئ إنه أوسم رجل قابلته في حياتي
لكن متى تزوجت هذا الرجل أنا لا أذكر
لماذا لا أذكر ماهو التاريخ
هاتفي يجب أن أجده
أنتصبت جالسة وبحثت عنه حولي ولكني لم أجده
وجدت حقيبة يد على الأرض بجانبه معطف نسائي
نهضت من السرير وأخرجت الهاتف من الحقيبة
منذ متى وأنا أملك آيفون
ماذا حصل لهاتفي القديم
لم أهتم بالأمر كثيرا
فتحت الهاتف وبدأت بألتقاط الصور لنفسي
ثم أنتبهت على الفستان الذي أرتديه
المسيح لابد أني صرفت ثروة لأجل هذا الفستان
فستان فخم وهاتف ذكي
من اين حصلت على المال لشراءهم
أتسائل ماذا أملك غير هذا
ربما يكون الوسم النائم و المدعو زوجي غنيا وهو جلب لي كل هذا أو ربما هذا يكون حلما جميلا كالعادة
الطريقة الوحيدة للاستكشاف هو قرص نفسي لذا فعلتها بقوة وتركت أثرا على ذراعي
هذا حقا يؤلم لكني احتجتها لاعرف بأني لا أحلم
أقتربت من زوجي وتمددت على السرير بجانبة
أمسكت بإحدى يديه وبيده الأخرى رفعت الهاتف لالتقط لنا صورة
غيرت الوضعية والتقطت صورة أخرى
ثم وضعت رأسي على صدره والتقطط صورة أخرى
نظرت للصور وقد كانت جميلة ولكنه بدأ غير مرتاحا في الصور
نظرت لملابسه الرسمية المزعجة
هو أيضا بدأ منزعجا بأرتداءها لذا شلحت ربطة عنقه وفتحت أول ثلاثة أزرار من قميصه
جيد الآن يمكنني القول أنه يبدوا منعشا
أبتلعت ريقي وفتحت بقية أزرار قميصه ليس لشيء
فقط أريد رؤية جسده فهو يبدوا عضليا جدا
كما أنه زوجي لذا لا مشكلة أن قبلته
مررت اصابعي على وشم العقرب وقبلت رقبته قبلة صغيرة
تنهد أثناء نومه ولف رأسه لليمين ليظهر عروق عنقه بشكل مثير
واو هل كتلة الوسادة هذه زوجي حقا
لحظة لما لا أتذكره
ماذا حصل لي حتى لا أتذكر
ربما تلك الفتاة كذبت ربما خطفوني ويخططون الآن لبيع كليتي
أو ربما الاسوء سيبيعوني لاحدى بيوت الدعارة
" هل الصدمة افقدتك الذاكرة يا مجنونة "
لم أدرك اني افكر بصوت عالي إلا عندما قاطعني صوته
المسيح حتى صوته رائع
لحظة يجب أن أتوقف عن التفكير هكذا
رأيت كأسا موضوعا على الطاولة
أمسكت به ثم كسرته
أعتليت جسده ووضعت أحدى قطع الزجاج على عنقه
" من أنت "
" أنا زوجك ألا تذكرين "
" وهل كنت سأسأل لو كنت اتذكر؟ "
" لا "
" إذا لا تسأل أسئلة غبية وأحب "
قلت بتهديد وضغتط على جسده أكثر
ليبتسم ببرود وكأني ألقي نكتة هنا
" أنتي تجلسين فوق قضيبي وهذا يثير رغبتي الجنسية
كما أن هذه طريقة غبية للتهديد "
قال وخلال ثانية قلب الوضع لاصبح تحته وقطعة الزجاج بيده
ثم وضعها على مسافة قريبة من عنقي ويده الأخرى على فمي
بينما قدميه يعيق حركة قدمي
" في المرة القادمة افعليها بهذه الطريقة لن يجرؤ على التنفس عندما يشعر بطرف الزجاج قريبا من عروق عنقه
لو هددتيه كالحمقاء ستكونين الضحية وهو الصياد "
أردف راميا الزجاج بعيدا ثم جلس ينظر لي بقلق وكأنه تذكر شيئا
" هل أنتي بخير هل يؤلمك مكان ما
نسيت للحظة أنك حامل ورميتك بعنف بطنك لا يؤلمك صحيح"
قال بنبرة قلقة وحاول رفع فستاني لاصفع يده وأركض لأبعد نقطة من الغرفة
" صوفا مابك حبيبتي "
أردف مقتربا مني لاصرخ " لاتقترب مني أبقى بعيدا "
" حسنا فهمت انت تمرين بنوبة خوف بسبب ما حصل البارحة
لكن لا داعي للقلق أنتي معي الآن وبأمان
وقد عاقبتهم على ما حدث وسأكمل عقابي لاحقا لا تقلقي لن
يصلوا لك مجددا "
" ماذا تقول أنت اي عقاب وأي خوف ماذا حصل البارحة أنا حتى لا أعرف عن ماذا تتكلم "
" تعرضتي للهجوم ليلة البارحة بعد أن خرجتي من الحفلة من غير أن تسمعي كلمة واحدة مني هل تذكرين الآن "
" أي حفلة أنا لا أذكر "
" وما هو آخر شيء تذكرينه "
" كنت أشتري فستانا للاحتفالا بحفلة تخرجي "
" كم هو عمرك بالضبط "
" ثمانية عشرة سنة "
" سأذهب لاحظار الطبيب، أياك والخروج من هنا أو التفكير بتلك الأشياء السخيفة كبيع كليتك وما شابه أنا زوجك هنا
ولست من المافيا "
قال وخرج من الغرفة عدت لمكاني جالسة على السرير ثم خطر لي الاتصال بوالدتي
أمسكت بهاتفي ثم توقفت للحظة عندما نسيت كيفية استعماله
ولكن ماذا يحصل معي قبل دقائق كنت التقط الصور
دخلت وخرجت لجميع التطبيقات بشكل عشوائي
على أمل أن أتذكر شيئا
ثم دخلت للاستوديو وجذب انتباهي فيديو التقطته لنفسي
موجود قبل الصور التي التقطتها للتو
فتحت الفيديو وبدأت بالمتابعة
( اليوم ظهرت الحقيقة جنين ليندا ليس ابن البرت بل ابن ادريان )
من هو أدريان هذا تساءلت وعلى الفور أخذت جواب سؤالي
( أدريان هو زوجي وأنا سأنساه لاني أعاني من الزهايمر الوراثي... سأتركه رغم حبي وتعلقي به ليعيش حياتا سعيدة مع طفله.... الطفل الذي لن أستطيع إعطاءه له بسبب حالة ذاكرتي لأني سأنساه هو أيضا بأي لحظة )
كنت أبكي في الفيديو وسماعي لهذه الأشياء من نفسي جعلني أتذكر يوم زواجي
وسبب زواجي منه. لو عرف أني تزوجته طمعا بماله سيتركني بالتأكيد
لكن هل حقا أحببته كما هو مذكور في الفيديو
ولاي درجة هذا المرض خطير
فجأة فتح باب الغرفة دخل أدريان ووراءه الطبيب
" سأسئلك بضعة أسئلة ثم سنبدأ بالفحص حسنا "
"لا حاجة لتسأل عن شيء أنا أعاني من الزهايمر الوراثي "
قلت وأريته الفيديو من اللحظة التي اعترفت بها اني أعاني من زهايمر وراثي
أما بقية الأشياء الخاصة لم أتركه يسمعها
هز الطبيب رأسه بشفقة قبل أن يقول
" هل تعرفين ماذا سيحصل في الأيام القادمة "
" سأنسى ثم سأتذكر ولا يوجد علاج "
" تسجيلك هذه الفيديوهات لنفسك فكرة جيدة وسيساعدك
لتمرين عقلك "
" تمرين عقلي؟ "
" نعم صحيح أنه لايوجد علاج للزهايمر ولكن يمكننا وضع حد له خاصة أنك في المرحلة الأولى ولم تصلي للحالة الذي يجعلك تنسين كيفية الحياة كالطفل الرضيع "
" ماذا تعني بكلامك؟"
هذه المرة أدريان قاطع كلام الطبيب
" ستصل لمرحلة تنسى بها الكتابة وكيفية استعمال التكنلوجيا
حتى كيفية قضاء الحاجة
ثم ستنسى كل شيء وكأنها ولدت من جديد
" والحل "
" لايوجد حل " أجاب الطبيب ونظر لي قائلا
" إن كنت تشربين ستتركين الشرب ونفس الشي بالنسبة للتدخين
ليس هذا فقط بل لا يجب أن يصل رائحة السجائر لانفك
وهناك علاج سيبطئ تقدم المرض
ولكنه لن يجعله يختفي ولكن يمكنك التعايش مع هذا العلاج لسنين ومع هذا سأنصحك بترك حياتك الاجتماعية
أترك العمل إن كنتي تعملين وتوقفي عن بناء العلاقات حولك
ستنسينهم في اي لحظة "
أخرج ورقة من جيبه وسلمها لادريان بعد أن كتب بها بعض الأشياء
" لاتسمعي كلام هذا الأحمق سآخذك لأفضل الاطباء
سنجوب العالم معا بحثا عن العلاج "
" سمعت بنفسك لايوجد علاج "
" سنجده " قال شادا على يدي ليعطيني بعض الامل
" أنا انتهيت "
همست وتمددت على السرير مغمضة عيوني
لا أعلم بما أشعر
أو بماذا يجب أن أشعر بعد أن عرفت حالتي
لازال هناك الكثير من الأشياء سوداء بعقلي ولا اعرفه
كهذا الرجل الجالس بجانبي مثلا
بالنظر أليه يبدوا وكان عقله ذهب برحلة بعيدة ولا شيء سوى جسده يدل على وجوده هنا
بقيت أحاول تنشيط ذاكرتي ثم تذكرت ما حدث في الحفلة قبل أن أخرج بدقائق
" أريد الانفصال " بقى ساكتا ولم يقل شيئا لاعيد مجددا
" أدريان أريد الانفصال "
" أبقي ساكتة "
" ستلد ليندا بأي وقت وسيكون لك ولدا
يجب أن تهتم به بدل الانشغال بشخص يمكن أن ينساك بأي لحظة "
" ذلك الطفل ليس أبني أو أبن ألبرت هي غيرت نتيجة الفحص
وظنت بأني غبي لن اكتشف ذلك "
شعرت بالارتياح لسماع كلامه ولكن هذا لن يغير شيء
لازلت أريده بعيدا عني
" ومع هذا لازلت أريد الانفصال "
" أنت لا تعنين ذلك "
" بل أنا أعنيه لا أريدك أدريان انا لا أحبك "
حاولت أخراج صوتي بشكل طبيعي وأن لا يشعر بالغصة التي بداخلي
" وهل لهذا تبكين لأنك لاتحبيني "
أردف ماسحا دمعة على وجنتي
لم أشعر بنزولها أبدا، ألهذه الدرجة أنا ضعيفة أم ادفع ثمن خطأ غيري
أم أن الحياة غير عادلة لامثالي
" سنكون بخير أنا وأنتي وطفلنا الصغير "
قال ماسحا بيديه على بطني
لانظر له بأستغراب " طفلنا؟ هل أنا حامل "
" نعم أنتي حامل سنكون عائلة متكاملة بعد بضعة أشهر "
كلامه جعلني أقهقه ثم أضحك من كل قلبي كالمجانين
وسرعان ما تحول لدموع
أصبحت أشهق من البكاء وأضحك بنفس الوقت
حقيقة اني ربما سأنسى غدا أني حامل
ثم سألد وانسى طفلي جعلني أجن
أحب الاطفال بشدة ولكن لا أريد طفلا ليس وأنا بهذه الحالة
لا أريد أن أقدم له حياتا ناقصا
أنظري إلى صوفا صوفا " سمعته يناديني بضعة مرات
ثم شد يديه على كتفاي وهزني بقوة
" صوفيا يكفي "
نظرت له أخيرا وعضضت سفتاي أحاول التحكم بمشاعري
سحبني بعناق قوي وهذا جعلني أنفجر بالبكاء بشكل أسوء
أتمنى لو كنت مريضة بمرض آخر