القائمة الرئيسية

الصفحات

البريئة و الوحش _17

وصف الرواية:
عفراء ..فتاة تحملت المسؤولية بعد موت والديها و شقيقها الصغير في حادث سيارة و تربت هي و شقيقتها الصغرى على يد جدتها... [عرض المزيد]
عرض فصول رواية : البريئة و الوحش
تأليف : Emy



في اليوم التالي

سمعت عفراء صوت الجرس و كان مستمراً ثم طرق قوي فنهضت مسرعة خوفاً من ان يكسروا الباب
"بسم الله الرحمن الرحيم ،، من هذا الذي سيطرق الباب هكذا بقوة منذ الصباح "
قامت بحمل سيف الذي كان يبكي من الصوت و ذهبت الى الباب

رأت امرأة في عقدها الرابع حالما فتحت الباب

نظرت لها المرأة من اعلى الى اسفل بصدمة و قالت و هي تشعر بالقرف
"انتي التي تزوج بها ابني سلطان!"

نظرت اليها عفراء بصدمة و قالت
"انتي ام سلطان؟"

نظرت لها ام سلطان لوهلة ثم دفعت الباب حتى تدخل
"أين هو؟؟"

قالت عفراء ببرود
"ليس هنا"

نظرت ام سلطان على سيف الذي كان متعلقاً بعفراء كحيوان الكوالا "هل هذا ابنه؟؟"

كادت عفراء ان تقول شيئاً لكن الصوت الذي أتى من خلفهم سبقها و هو يقول
"نعم انه ابني"

مشى اليهم بخطوات واثقة و هو ينظر على عفراء ثم نقل نظره الى والدته
"امي ،، ماذا تفعلين هنا؟"

تجاهلت ام سلطان سؤاله و قالت وهي تشير الى عفراء بقرف
"من أجل هذه!! انقطعت عنا كل هذه المدة؟؟!"

سلطان بصوت صارم
"امي،، عودي الى المنزل و سأخبركِ بكل شيء"

تجاهلت امه طلبه و قالت بنبرة حزن و قهر
"كيف استطعت فعلها يا سلطان ؟؟؟،،، انت ابني الوحيد و حرمتني ان افرح بك ..وليس مرة واحدة فقط !!!،،، بل مرتين"
قالت اخر كلمة و هي تنظر على سيف بقهر

سلطان بجدية اكبر
"امي، ارجوكِ عودي الى المنزل و سأخبركِ بكل شيء"

احاط سلطان كتف امه عندما رفضت المغادرة و قادها الى خارج الشقة ثم رافقها الى سيارتها و أمر السائق ان يعيدها مباشراً الى المنزل

عاد الى الشقة و هو مسرع الخطى ووجدها جالسة على الارض و هي تلاعب سيف بهدوء كأن لا شيء حصل قبل قليل
"لا تعتقدي ان الذي حصل لصالحك، اخرجي من رأسك اني سأطلقك" ثم اكمل في داخله "عالاقل ليس الآن"

نظرت له ببرود
"لم يعد يهمني في الحقيقة ،، فكما يبدو فانت ستعاني من هذا الزواج اكثر مني"

اقترب منها ببطء
"ماذا تعنين؟"

قالت من غير ان تنظر اليه
"واضح ان عائلتك لن يتقبلوا هذا الزواج و ستظل امك تزعجك حتى تطلقني"
ثم اردفت ببرود و هي تنظر اليه
"انها مسألة وقت فقط لذلك لا يهمني"

وضعت سيف على الارض ثم نهضت حتى تذهب الى المطبخ و لكنه امسكها من ذراعها بقوة عندما تجاوزته و سحبها جهته حتى اصطدمت به

شعرت بانفاسه الحارة و هو يقول بتحدي
"سوف نرى اذا كان حقاً لا يهمك. عندما ساطلقك سأخبر الجميع ان سبب الطلاق اني اكتشف ان الطفل ليس طفلي"

رغم ان هذه حقيقة و لكن لا تعلم لماذا شعرت بالغضب
"انت انسان حقير و اتوقع منك اي شيء"

نقل نظره في ملامح وجهها و قال ببرود و هو مازال ممسكاً بها من ذراعها
"لماذا انتي غاضبة؟؟!،، هل قلت شيئاً خاطئاً؟؟؟!"

نظرت اليه بتحدي و هي تحاول منع دموعها من التساقط عالاقل ليس امامه
"صدقني يا السلطان،،، سوف تندم على كل كلمة القيتها علي"

شعر بالصدمة من نظرة الثقة التي رآها في عينيها العسليات و سرح فيهما و هو ينقل نظره من عينيها الى انفها و اخيراً الى شفاهها المليئة و التي كانت ترتجف من الغضب لا الخوف
لأول مرة ينتبه الى كل انحناءات وجهها وحتى انه يرى حبة الخال اسفل اذنها للمرة الاولى
انتبه الى نفسه و قال بجفاء
"بعدها لم تولد التي ستجعلني اندم"
ثم ترك ذراعها و غادر الشقة و ذهب الى منزل والدته

دخل للمنزل و هو يتجاهل الجميع، حتى اخواته الذين تفاجؤوا من وجوده .
طرق باب غرفة امه ثم دخل و رآها تجلس على الكرسي فجثى عند قدميها
"امي دعيني اخبركِ ما حصل"

قالت بغضب
"ماذا تخبرني؟؟ تتزوج بالسر و انا والدتك، آخر من اعلم؟؟لماذا يا سلطان؟؟ لماذا؟" و بدأت بالبكاء

وضع يده على يدها بحنان
"امي ارجوكِ افهميني،،، كل شيء حدث رغماً عني"

نظرت له بغرابة
"ماذا تعني رغماً عنك؟؟ من الذي اجبرك؟"

"جدي"

عقدت حاجبيها و هي تنظر اليه
"جدك من؟؟؟؟"

"والد والدي الحقيقي"

نهضت امه بصدمة سألت بتردد
"هل ،، هل تعرف جدك؟؟"

هز رأسه
"نعم"

"منذ متى؟"

"منذ عام و نصف تقريباً"

Flashback

كان سلطان جالساً في احدى المطاعم و انتبه الى شخص غريب يتجه له وهو يرتدي بدلة رسمية
"استاذ سلطان؟"

نظر سلطان له بغرابة
"نعم ،، ولكن من تكون؟"

"انا حسام سكرتير السيد عيسى الحامد"

اعتدل سلطان في جلسته
"عيسى عادل الحامد صاحب شركات الحامد؟؟"

"نعم"

عقد سلطان حاجبيه
"ماذا يريد مني السيد عيسى؟؟"

"تفضل معي و ستعلم"

نظر له سلطان لعدة ثواني ثم نهض و مشو خلفه حتى سيارة الروزرايس المتوقفة امام المطعم
فتح حسام له الباب
"تفضل يا سيد سلطان"

نظر سلطان لعدة ثواني على الشخص الكبير في العمر الذي كان جالساً في السيارة
"ادخل يا سلطان ،، لا تخف فانا لن اخطفك"
قال الرجل من غير ان ينظر اليه

صعد سلطان الى السيارة حتى يفهم ما يجري
"السلام عليكم"

نظر له الرجل
"و عليكم السلام ،، استرخي يا سلطان،، لا داعي لهذا التوتر"
ثم نظر امامه و امر السائق بالتحرك ثم نظر مجدداً الى سلطان

"لابد انك تشعر بالفضول و تريد ان تعلم السبب وراء استدعائك بهذه الطريقة، أليس كذلك؟؟!!

نظر له سلطان بغرابة و قال بنبرة احترام لكبر سن الرجل و مكانته الاجتماعية
"في الحقيقة نعم؟؟"

"هل تعرف من اكون يا سلطان؟؟!"

عقد سلطان حاجبيه من غرابة السؤال
"انت السيد عيسى عادل الحامد صاحب شركات الحامد القابضة"

"فقط؟؟"

"ماذا تعني؟؟"

"هل هذا فقط الذي تعرفه عني؟!"

قال سلطان بنفاذ صبر فهو ليس بالشخص الصبور ابداً
"هل علي ان اعرف المزيد؟ انا لا افهم،، سيد عيسى ماذا تريد مني و لماذا نلتقي بهذه الطريقة؟؟!"

نظر له عيسى لعدة ثواني ثم قال من غير مقدمات
"انت حفيدي يا سلطان؟"

نظر له سلطان بصدمة
"ماذا؟؟،،، ماذا تقول!! ، من هو حفيدك؟؟؟!!

"انت حفيدي سلطان ،، ابن ابني بدر و امك هي منال أليس كذلك!!"

حاول سلطان استيعاب ما يحدث و شعر بالغضب و الضياع
"ماذا تريد مني؟؟ و لماذا ظهرت الآن في حياتي بعد 30 عاماً؟"

اخذ عيسى نفساً ثم قال بهدوء
"استمع الي يا سلطان ،،، علمت فقط قبل عدة أشهر أن ابني تزوج من والدتك بالسر و اكتشفت بعدها أنها أنجبت له ولداً و لم يعترف ابني به لأنه كان على وشك الزواج من ابنة شريكي في الشركة فلم يشأ أن يُفسد ذلك الزواج وتتعرقل اعمالنا التجارية"

عض سلطان على فكه و هو يستمع لهذا الكلام او الترهات التي كان ينطق بها عيسى و شعر بالغضب يتصاعد بداخله ،، هل بسبب الاملاك و الشركات، لم يعترف والده به و لم يمنحه ابسط حقوقه وهو حمل اسمه؟؟؟!!! حرم ابنه من هويته الحقيقية فقط من اجل المال؟؟؟! كم يود لو يستطيع الصراخ

اردف عيسى
"لم تكن تعلم عن مدى فرحتي و سعادتي عندما علمت بوجودك و ان املاكي و ثروتي لن تذهب لشخص اخر"

"لا اريد شيئاً منك و لا من ابنك فقط اتركني بسلام"
قاطعه سلطان بجفا

تجاهله عيسى و اكمل
"كنت اريد دليلاً انك حفيدي فقمت بفحص DNA (فحص الحمض النووي) و لا تسأل كيف استطعت ان احصل على عينة منك"
صمت قليلاً ليعطي سلطان مجالاً ليستوعب كل هذه المعلومات ثم اردف
"واجهت والدك بعدما حصلت على نتيجة الفحص و طلبت منه ان يعترف بك و يحضرك الي و لكنه رفض ذلك"

شعر سلطان بالقهر اكثر من رفض والده له و شعر بالاختناق و اراد مغادرة السيارة
"اذا انتهيت من حديثك فانا ارغب بالنزول من السيارة"

نظر له عيسى لوهلة ثم قال من غير سابق انذار
"لقد كتبت كل املاكي و ممتلكاتي بإسمك"

نظر له سلطان بصدمة
"ماذا؟؟؟"

" انه حقك الشرعي"

قال سلطان بجفاء
"و اذا رفضت استيلامهم؟"

"سيذهب كل شيء الى والدك بما انه ابني الوحيد و ليس لديه ابناء غيرك انت"

نظر له سلطان لعدة ثواني ثم قال ببرود و عدم مبالاة
"ليسعد بهم"
ثم امر السائق بالتوقف

نظر السائق على عيسى من المرأة الخلفية "سيدي؟؟"

عيسى
"توقف يا عثمان"

توقف عثمان و ترجل من السيارة ليفتح الباب لسلطان

قال عيسى قبل ان يترجل سلطان
"سأمنحك مهلة لتفكر و لكن لا تتأخر علي بالرد"

ظل سلطان يفكر بعرض جده لمدة اسبوع وانها الطريقة الوحيدة التي يستطيع فيها الانتقام من والده الحقيقي فذهب لرؤيته حتى يبلغه بقراره
"انا موافق"

ابتسم عيسى ثم قال
"هناك شيء مهم لم اقله لك ذلك اليوم"

تجهم وجه سلطان
"وما هو؟"

"هناك شرطين يجب عليك تنفيذها حتى تستلم الورث"

"وهما؟؟!!"

"الشرط الاول ان تتزوج و ليس من اي فتاة ،، بل هي واحدة التي ستتزوجها لا غيرها"

تفاجأ سلطان من الشرط فصمت قليلاً ثم سأل
"و الشرط الأخر؟"
"ستعرفه بعدما تنفذ الشرط الاول"

End of flashback

نظر امه بصدمة
"ماذا كان الشرط الآخر؟"

سلطان بعدم مبالاة
"ان انجب منها ولداً"

اخذت امه وقتاً حتى تستوعب ما سمعت
"وانت لماذا وافقت بالاساس؟"

نظر في الفراغ
"حتى انتقم من ابنه بسبب ما فعله بكِ و بي، هو حرمني من هويتي الحقيقية و انا ساحرمه من كل شي"

نظرت له امه بحزن
"يا بني،، الانتقام نار يحرق كل شي،، اخاف عليك ان تحترق معه"

قال في داخله "انا احترقت و انتهيت"

كان هناك صمت لعدة ثواني ثم قالت امه
"ولكنني اشعر بالغرابة من شيء!! لماذا هي بالذات؟"

"لا اعلم ،،هو شرط علي ان اتزوجها هي لا احد غيرها"

"استلمت الاملاك؟"

"لا"

"لماذا؟؟؟ لقد نفذت الشرطين؟"

نظر لها لعدة ثواني ثم قال
"كلامكِ صحيح يا امي ، الزوجة و الولد كلهم موجودون"

"سألك شيئاً؟"

نظر لها باهتمام
"ماذا؟؟"

"ماذا ستفعل بها بعدما تستلم الاملاك؟"

قال من غير تردد
"سأطلقها"

ابتسمت امه بمكر
"جيد"
***************************
بدأت عفرا العمل في الوظيفة الجديدة الذي لم يكن صعباً عليها لان طبيعة العمل يشبه عملها السابق ولمن الشي الوحيد الذي لم يكن يريحها هي ان مديرتها المباشرة كانت فيانكا التي كانت تعاملها بجفاء.
كانت تحاول عفرا تجنبها بقدر الامكان ، غير هذا، كل شي كان جيدا
و شعرت بالراحة عندما اخذتها فاطمة حتى تعرّفها على باقي الموظفات من نفس جنسيتها

عادت الى المنزل ذات يوم ووجدت سلطان جالساً في الصالون فهي لم تره منذ اسبوع و لم يكن يهمها اين كان يقضي يومه.

كانت ذاهبة الى غرفتها و سيف في حضنها نائم عندما قال فجأة "تريديني ان اطلقكِ!!"

توقفت و استدارت و نظرت له بشك
"ماهي اللعبة التي تلعبها الآن؟؟"

نظر لها ببرود
"لا توجد لعبة ،، فقط سألتكِ سؤالاً،، هل تريدين الطلاق؟"

"انت تعرف ماذا اريد و لكن انا لا اعرف ماذا تريد انت!!؟"

اشار على سيف
"هذا"

نظرت عفراء الى حيث أشار و عقدت حاجبيها
"لم افهم"

"اريد ان يسجل الصبي باسمي"

نظرت له بصدمة و غضب
"ماذا؟ ماذا؟ ماذا؟ ،، نجوم السماء اقرب لك"

و استدارت حتى تذهب ولكنه امسكها من كتفها حتى يوقفها و قال بعدما التفت له
"سأعطيكِ مهلة حتى تفكري ،، و لا تعتقدي اني ارغب به حباً له،، لا انتي مخطئة ، في الحقيقة انتما اخر همي ،، ولكن تستطيعين ان تقولي اني احتاج اليه مؤقتاً و من بعد ان انتهي من الأمر سأعيده لكِ و لن تروني مجدداً في حياتكم و سأمنحك مبلغا من المال"
اعتقد سلطان انها لن ترفض عرضه و لكنه تفاجأة من ردة فعلها

حركت كتفها بعنف حتى تبعد يده وقالت وهي متقززة منه
"صحيح انك تراني مقززة بعدما علمت بوجود سيف ولكن دعني أقول لك ،، أنت تقززني لحد المرض،، أنت الطحالب العفنة التي تنمو في قاع المستنقع"
صمتت قليلا حتى تأخذ نفسهاً ثم اردفت
"في حياتي لم أقابل شخصاً بدناءتك و انحطاطك و ____"

لم تستطع ان تكمل لان سلطان وضع يده على فكها بقوة حتى يجعلها تصمت
"إلزمي حدودكِ"
ثم اردف و هو ينقل نظره حول ملامح وجهها الخائف
"وكلامكِ صحيح ،، قد اكون مقززاً الآن و لكن فقط لاني تزوجت بانسانة مقززة مثلك و كما قلت لك ،، تريدين الطلاق الذي سأكون أكثر من سعيد بتنفيذه ؛ قومي بتسجيل الصبي باسمي"

مشت بخطى سريعة لغرفتها بعدها تركها ووضعت سيف في سريره الذي ظل نائماً رغم كل ذلك الصراخ
جلست على طرف فراشها و ظلت تبكي بحرقة ثم مسحت دموعها و نهضت لترى سيف الذي كان عدم استيقاظه امراً غريباً فتفقدته لترى ان لونه قد تغير فهزته حتى توقظه و لكنه لم يستيقظ فهزته مجدداً بعنف وهي تبكي و تصرخ بهستيرية
"سييييييييف"

ركض سلطان لغرفتها حالما سمع صراخها و رآها منهارة على الارض وسيف في حضنها
"هيا استفق يا سيف،،، أرجوك ،، لا تخفني هكذا"

نزل الى مستواها
"مابه سيف؟"

نظرت له عفراء وقالت كالمغيبة
"لا يريد ان يستيقظ"

حاول اخذه منها حتى يعاينه ولكنها اعترضت بعنف
"لا انت ستقتله لن اعطيك لن اعطيك سيف"
و حضنته بشكل أقوى إلى صدرها و هي تبكي

فصرخ عليها
"سيموت اذا لم تعطيه لي"

اعطته سيف بتردد فاخذه منها ووضعه على الارض برفق و تحسس عنقه ثم انفه و علم انه لا يتنفس فأعطاه تنفساً صناعيا و عفراء تصرخ فوق راسه
"ستقتله"

تجاهلها و استمر حتى شعر به يتنفس و لكنه لم يستفيق بعد فنهض مسرعاً و هو يحمل سيف في حضنه
"هيا اسرعي علينا اخذه الى المشفى"

غادروا الشقة و هما يركضان وذهبوا لاقرب مشفى.
توقف امام قسم الطواريء و اخذ سيف من عفراء و ركض الى الداخل
اخذوا منه سيف حالما رآى الاطباء و الممرضين حالته ووضعوه في غرفة المعاينة و سأله الطبيب حالما عاينه
"هل حدث معه هذا من قبل؟؟"

نظر سلطان على عفراء المنهارة و ناداها
"عفراء ، الطبيب يسأل"

رفعت رأسها عن سيف و نظرت إلى الطبيب
"نعم حدث له كثيراً قبل العملية"

الطبيب
"أي عملية؟"

عفراء
"زراعة النخاع ،، كان يعاني من انيميا منجلية و الأطباء في أمريكا قالوا إن حالته ستتحسن"

الطبيب باهتمام
"متى كانت العملية؟"

عفراء
"قبل ثلاث اشهر تقريباً عندما كان عمر سيف 5 أشهر"

كان سلطان صامتاً من الصدمة و هو ينقل نظره بين عفراء و سيف الذي كان نائماً من غير حراك على السرير الأبيض و الطبيب يحاول أن يوقضه إلى أن استفاق اخيرها بعدما اعطاه الطبيب حقنة في الوريد

حملته عفراء و حضنته إلى صدرها و هي تبكي
"لا تقوم بفعل هذا الشيء مجدداً"

نظر الطبيب الى عفراء
"هل هناك احد مريض في القلب في اسرتكم؟"

قالت عفراء بعدما هدأت
"لا، واذا تريد اوراق فحوصاته و عمليته ، فأنا أملك نسخة"

الطبيب
"حسناً"

نظر الطبيب إلى سلطان الذي كان في عالم اخر وهو ينظر إلى عفرا و سيف الذي في حضنها
"يجب أن نقوم بفحوصات أكثر لذلك سوف ينام سيف اليوم في المشفى"
و ناداه الطبيب عندما لم يرد
"يا والد سيف"

لم يكن سلطان يعي بماذا ناداه الطبيب
"عفوا ماذا قلت؟"

كرر الطبيب كلامه ولكن سلطان هز رأسه ب لا
"لا ليس هذا، ماذا ناديتني قبل قليل؟"

الطبيب و هو يشعر بالغرابة
"والد سيف"

عض سلطان على شفته السفلية و همس لنفسه
"والد سيف"
ثم نظر الى الطبيب
"اعتذر،، ماذا كنت تقول بخصوص سيف؟"

اخذه الطبيب بعيداً عن عفراء و قال بصوت منخفض
"سنقوم بفحوصات شاملة لأني أظن أن لديه قصور في القلب"

"ماذا تعني؟"

"قلبه ضعيف و الذي حدث معه ليس له علاقة بالانيميا التي كان يعاني منها"

نقل سلطان نظره الى عفراء ثم مجدداً الى الطبيب
"حسناً افعل كل ما يلزم ،،حتى نعلم مما يعاني"
ثم ذهب الى عفراء
"سوف يبقى اليوم في المشفى من أجل الفحوصات"

عفراء بخوف
"أي فحوصات؟"

قال سلطان بهدوء
"فحوصات روتينية"

عفراء باستسلام و هي تنظر على سيف
"حسناً،، أهم شي أن يكون بصحة و عافية"
ثم قبّلته على راسه

قال سلطان بعدما دخل للغرفة الخاصة التي وضعوا سيف بها
"لماذا لم تخبريني عن مرضه؟"

قالت من غير ان تنظر اليه و هي تمسح على شعر سيف الذي كان نائماً بفعل الدواء
"لماذا اخبرك؟!"
ونظرت اليه
"بصفتك من حتى أخبركَ أمراً لا يعنيك"

تجاهل كلامها
"هل هذا السبب الذي جعلكِ تطيلي المكوث في امريكا؟؟؟!،، لأنه كان مريضاً؟؟!!"

تجاهلته و ظلت على حالها فغادر الغرفة عندما رآى أن لا فائدة لوجوده
عاد إلى شقته و دخل غرفة عفراء و فتش بين اغراضها حتى وجد تقارير سيف الطبية و شعر بالصدمة عندما علم أن عفراء من تبرعت له بالنخاع و همس لنفسه بضيق

"آه يا عفراء،،، لماذا أنت انسانة مليئة بالتناقضات ،، كيف لشخص بشخصيتكِ الحنونة و عقلكِ الرزين و حيائكِ و قوة شخصيتك، تخطئين هذه الخطيئة الشنيعة و تدمرين أي شيء جميل كان سيكون بيننا!!!"

اعاد الاوراق مكانهم ثم غادر غرفتها و دخل غرفته و استبدل ملابسه ثم استلقى على الفراش و نام

نهض في الصباح و اخذ حماماً ثم غادر الشقة و مر على مطعم على الشارع و اشترى بعض الشطائر والعصائر وذهب الى المشفى.
ذهب لغرفة سيف و وجد عفراء ما تزال نائمة على الكنبة التي تتحول إلى سرير
نظر لها لعدة ثواني
"لابد أنها سهرت طوال الليل "
لاول مرة يشعر بالأسى حيالها

وضع كيس الطعام على الطاولة الصغيرة امام السرير و مشى ببطء و هدوء اليها و نزل على ركبته و نظر الى ملامح وجهها البريئة وهي نائمة .
ابعد خصلة وقعت على عينها و ووضعه خلف اذنها و ظل يتأملها ثم نهض فجأة عندما بدأت تفتح عينها و نظرت له بكسل
"لماذا أنت هنا؟"

هو أيضاً يسأل نفسه نفس السؤال و ولم يملك الإجابة فأخذ الكيس و مده لها
"احضرت بعض الشطائر و العصائر"
رغم أنها لا تريد أن تكون بالقرب منه و لكنها كانت ممتنة من وجوده الذي لا تعرف سببه
اخذت من الكيس و هي تشكره ولكنها اوقعتها على الارض حالما انتبهت ان سيف لم يكن موجوداً في فراشه فصرخت بتوتر و خوف و بنبرة اتهام
"أين سيف؟"

نظر لها بغرابة
"لا اعلم ،، لم يكن موجوداً عندما أتيت ،، ربما أخذته الممرضة من أجل الفحوصات و لم تشأ ايقاظكِ؟؟"

خرجت من الغرفة و هي تركض و سألت إحدى الممرضات
"سيف أين سيف؟"

نظرت لها الممرضة بغرابة
"من سيف؟؟"

شعرت عفراء بالغضب و صرخت
"سيف ابني أين هو؟"

لحق بها سلطان و امسكها من كتفها و ابعدها عن الممرضة التي شعرت بالتوتر من صراخ عفراء
"ما بكِ تصرخين هكذا؟"

حاولت تحرير نفسها منه و هي تصرخ
"سيف يا سلطان سيف ،، من اخذه،، اخبرهم ان يعيدوه"
ثم صرخت بصوت أعلى
"أين هو سيف؟ ،، أريد ابني"

ركض أحد الأطباء عندما رآى حالة عفراء و طلب من الممرضة ان تحضر إبرة مهدئة

كان الجميع ينظر لهم بغرابة كأنهم يشهدون لقطة من فيلم درامي

أعطى الطبيب الإبرة إلى عفراء و سلطان يمسكها حتى استرخى جسدها فجأة بين ذراعيه فحملها

سأله الطبيب
"ما بها؟"

قال سلطان كلمة لا يعرف كيف خرجت من بين شفتيه
"ابني مريض و اخذته الممرضة ليقوم ببعض الفحوصات و هي نائمة فشعرت بالخوف عندما لم تجده"
ثم اخذها إلى غرفة سيف و وضعها على الكنبة و سحب غطاءاً و غطاها ثم جلس على الكرسي الآخر و هو يراقبها و هو يسأل نفسه
"كيف قلت ابني؟؟؟!!!"


التالي














عرض التعليقات

مراجعات الزوار