"كم مرة شعرت بهذا الشعور عندما جلست بوسط مجموعة من البشر تتحدث معهم وفي داخلك تردد هذه المقولة ' أنا لا أنتمي الى هنا' "
رواية متدربة الرئيس - الفصل 36
"فايوليت احتاج مساعدتك ، بسرعة تعالي الى هذا العنوان **** " ، إتصلت آنا بفايوليت عدة مرات عندما لم تجد إجابة منها
لكن في المرة الاخيرة ردت فايوليت على هاتفها ليأتيها صوت آنا ، عقدت حاجبيها بتسائل لتردف قائلة
" ماذا حدث ؟ هل أنتي بخير !"، تمتمت بقلق بعدما نهضت من على الاريكة التي تتوسط الصالة ،
"انا بخير ، لا تقلقي فقط تعالي الى العنوان الذي أرسلته لك "،
أنهت كلامها وهي تغلق الهاتف في وجه الاخرى التي بقيت تحاول إستيعاب الصدمة ،
هزت رأسها بيأس من صديقتها لتردف في خفوت
" لن تتغير ابداً" ،
بعد مرور فترة وصلت فايوليت الى العنوان المكتوب في الرسالة ،عقدت حاجبيها بتسائل وهي ترى نفسها واقفة امام محل راقي لفساتين الزفاف ،
خطت اول خطواتها داخل المحل وأخذت تتلفت يميناً ويساراً لعلها تلمح صديقتها الغبية آنا ،
جذب نظرها مدى رُقي المكان ،فكانت جدرانه مطلية باللون الابيض ذو إطارات ذهبية ،وأرضية بيضاء اللون ، والمكان ممتلئ بالاضواء الصفراء التي أعطت الى المكان جمالاً إضافي ،
إستيقظت من شرودها على آنا وهي تسحب يدها جارتاً إياها قبله
"صديقتي نتالي ،هل تذكريها ؟ ستتزوج قريباً ،ولكنها مرت اليوم بظرف طارئ وجسدك مماثل لجسدها ، ساعديني بأختيار الفستان لها " ،
كشرت فايوليت وجهها بتقزز لتردف قائلة بعدما سحبت يدها من آنا " نتالي ؟ تلك الغبية ،هذا مستحيل " ،
أرادت الخروج من المحل لكن إستوقفتها آنا وهي تمسكها من عضدها ،"فايو ،أرجوكي ساعديني
أعرف بأنكِ تمقتيها لكن هي صديقتي أيضاً" ،
أنهت كلامها وهي تنظر لها بنظرات راجية ،
أغمضت الاخرى عيناها بغضب زامة على شفتيها بقوة ،
"سيري أمامي قبل أن اقتلك انتي وهي وادفنكم بقبر واحد" ، قفزت الاخرى فرحاً وهي تسير امامها لاختيار إحدى الفساتين
دلفت فايوليت الى غرفة التبديل مرتدية فستان ضيق من الاعلى والاسفل على شكل حورية ، ليتسع عند أقدامها ،
خرجت من الغرفة وهي تقف امام آنا التي إلتقطت صورة اليها مرسلة إياها الى نتالي
بعد مرور دقيقة صدر صوت رنة من هاتفها لترفعه لترى رأيها ، عبست وهي تنظر الى فايوليت هازة رأسها بنفي دلالة على عدم إعجابها له ،
تأفأفت الاخرى بملل وهي تحمل الفستان من الاسفل لكي تمشي بسهولة ،وتسير خلفها عاملة المحل التي تساعدها بأرتداء الفساتين ،
خرجت بعد مرور عشر دقائق وهي ترتدي فستان خليع ،مظهراً مقدمة صدرها وأكتافها ومفتوحا من الخلف متسعاً من الاسفل ،
وقفت امام آنا وهي تحاول تغطية صدرها بيديها ،
قلبت آنا عيناها بملل وهي تردف قائلة "أبعدي يداكِ ، الذي سيرى الصورة فتاة مثلك "
ارسلت الصورة بعد قليل الى صديقتها لتقابلها الاخرى أيضا بالرفض التام له كونه خليعاً ومفتوحاً من الظهر ،
"أخبري صديقتك الغبية بأنني سأمت وسأخرج " ، تمتمت بغضب رافعة سبابتها بوجه تلك التي القابعة امامها على الاريكة المقابلة لغرفة التبديل ،
أثناء ذلك رن هاتفها مقاطعاً محادثتهم الحادة ،
سارت الى الامام وهي تلتقط هاتفها من على الطاولة ، لتجد ان المتصل هو اليخاندرو
،عضت على شفتيها بقهر متأكدة من نفسها بأنها ستكذب عليه بسبب الموقف الذي وضعتها بهِ آنا ،
فتحت الاتصال وهي تتجه نحو غرفة التبديل مُشيرة
الى العاملة بيدها لكي تتوقف عن لحاقها ،
"مرحباً اليخاندرو ، كيف حالك" ، تمتمت بهدوء بعدما وضعت الهاتف بينما كتفها وراسها مثبتتاً إياه لكي لا يقع أثناء خلعها الى الفستان ،
"انا بخير ، ماذا عنكِ حبيبتي " ،
أتاها صوته الخشن الذي تخلل بضوضاء الشارع وأصوات أبواق السيارات ، والمارة ،
" انا بخير ، أين انت ؟"، أنهت كلامها تزامناً مع إمساكها الى الفستان الذي أعجبها كثيراً ومتاكدة من نتالي تلك الحمقاء بأنه سيعجبها
"انا مع صديقي ،سنذهب الى محل ما لمساعدته ،ماذا عنكِ" ، تلعثمت الاخرى وهي تحاول إيجاد كذبة معقولة ،
لتردف قائلة بأول فكرة خطرت على رأسها
" انا مع آنا .. نتبضع الملابس " ،
اتاها صوته الرجولي وهو يردف لينهي بعدها الاتصال
" حسناً ،حبيبتي نلتقي لاحقاً" ،
زفرت الهواء من صدرها بضيق لكونها كذبت عليه بهذا الشأن ، "حسناً إنها نصف كذبة ،لاني حقاً أتبضع الملابس " تمتمت في سرها وهي تستدير يميناً ويساراً بجسدها لترى الفستان عليها
خرجت من غرفة التبديل وهي ترتدي فستان قد لاقى إستحسان الاخرى ،عرفت ذلك من ملامح وجهها التي تبدلت الى الفرحة والاستمتاع
فكان الفستان جميل على الرغم من بساطته ،
صفقت آنا وهي تقف من على الاريكة أخذت صورة بسرعة الى الفستان مرسلةً إياها الى نتالي ،
قاطع حماسهم صوت رجولي غاضب ليردف قائلاً ،
" فايولت ، ماذا تفعلين هنا ؟" ، إستدارت الى مصدر الصوت لتتسع عيناها بصدمة وهي ترى
اليخاندرو يقف بجانب رجل وفتاة ما لم تستطع التعرف عليهم،
كان الغضب يعلو ملامحه وصدره يعلو ويهبط غضباً وهو يرى ما ترتديه ، لا ينكر مدى جمالها فقدت بدت وكأنها ملاك بهذا الفستان الذي يرسم منحنيات جسدها ،
إظلمت حدقتيه غضباً بسبب الفستان الذي يبرز القليل من صدرها ، أغمض عيناه وهو يردف الى صديقه بالتوجه الى الطابق الثاني مع خطيبته ،
حالما غادر الاثنين سار اليخاندرو بخطواته السريعة نحو فايوليت التي كانت خائفة من ردة فعله ،
"ماذا تفعلين بأرتدائك لهذه اللعنة؟" ، تمتم بغضب جازاً على أسنانه بعدما أمسك عضدها بقوة ،
فهو الان غاضب حد اللعنة وكل ما يدور في عقله بأنها ستتزوج ، فعلى أي حال لماذا ستأتي فتاة الى هنا وترتدي فستان زفاف ؟
تلعثمت الاخرى في الاجابة ولم تجد ما تقوله
"منذ متى وانتي تكذبين علي ؟" ، أكمل كلامه وهو يهزها ، قوست الاخرى شفتيها معلنة عن إنطلاق دموعها وهي ترى عيناه محمرة غضباً وهناك لمحة من الخيبة الامل لكذبها عليه ،
قاطع كلامه صوت هاتف آنا وهو يرن معلناً عن إتصال نتالي بها ،
قامت آنا بكل بغباء بفتح الاتصال أمامهم متناسية بأنها قد فتحت صوت المايكروفون سابقاً ،
" آنا الفستان الاخير جميلُ جداً ،اجمل من الاثنين السابقين " ، عضت فايو على شفتيها وهي تنزل بصرها الى الاسفل بينما الاخر زاد غضبه أضعافاً
فكل ما فهمه بأنها بامت بارسال صور الفساتين لفتاة ما ، خلع اليخاندرو بعد ذلك معطفه وهو يرميه عليها لكي ترتديه ساحباً إياها خلفه من يدها وهو يسير بسرعة الى سيارته ليفهم ما اللعنة التي تحدث ،
تسمرت آنا في مكانها منذ دخوله الى خروجه ، ولم تستطع التفوه بأي حرف بسبب ذعرها من شكله الغاضب ،
أطبق البخاندرو الباب بقوة بعدما ركبت فايوليت بالمقعد الذي بجانبه ، إستدار للركوب في مقعد السائق منطلقاً الى منزله ،
لم تستطع فايوليت التفوه بأي كلمة أثناء الطريق لانها كانت خائفة من ردة فعله بسبب يده التي تشد بقوة على المقعد وظهور عرق رقبته النابض وإحمرار وجهه غضباً ،
" اليخاندرو .. أنا .." ، تمتمت بتلعثم لكن قاطعها صوته المحذر لها " أصمتي بحق الجحييم ،أصمتي الى أن نصل " ،
صرخ يها خادراً وهو يضرب على مقود السيارة وعقله يصور له الالاف السيناريوهات بأنها ستتزوج تارة او كانت تكذب عليه طوال الوقت مثلما فعلت قبل قليل تارة أخرى ،
وصل الى قصره ،مترجلاً من سيارته ،ليفتح الباب لها منتظراً منها النزول ،
ترجلت هل الاخير منزلة راسها الى الاسفل ،لاحظ مدى إعتناءها لكي لا يتلف الفستان أثناء نزولها ،
صر على أسنانه ،ليدخل الى قصره اولا قبل ان يرتكب جريمة بها
دلفت هي خلفه شاكرة ربها من عدم ملاحظة الخدم اليها ، دلفت الى غرفته وهي تحمل فستانها من الاسفل لكي يسهل عليها السير بهِ ،بسبب كبر حجمه
وأثناء سيرها ظلت تشتم وتسب آنا ونتالي رأس المصائب فهي دائما ما تقحمها بمصيبة ما منذ إن كانوا في الثانوية معاً ،
وصلت اليه لتجده مولياً إياها ظهره واقفاً امام النافذة الواسعة ،
إستدار لها بسرعة حالما شعر بوجودها ، ليردف بغضب" أشرحي ما يحدث " ،
أنهى كلامه تزامناً مع جلوسه على الكرسي المقابل لها
" لقد .. إستدعتني .." ، شتم الاخر في داخله لخوفها الواضح منهُ ، فمهما حدث لا يريدها أن تخافه
يريدها ان تشاركه بكل لحظاتها الصغيرة والكبيرة ،
"إهدئي ثم أخبريني " ، تمتم بهدوء عكس موجة الغضب التي دخل بها قبل قليل ،
"لقد إستدعتني .. آنا لكي اجرب الفساتين لصديقتها .. ستتزوج بعد يومان.. " ،
أنهت كلامها بأخف نبرة صوت لديها وهي تنتظر توبيخهُ لها ،
"آذن لماذا كذبتي علي ؟" ، تمتمت بهدوء يتخلله بعض الغضب ، رفعت الاخرى رأسها بسرعة وهي تنظر له بعيون متسعة
لتردف قائلة " لقد كانت نصف كذبة .. هذا غير عادل " ،رفع حاجبه الايسر وكأنه يوضح لها بأن شجاعتها قد عادت بعد موجة التلعثم والتأتأة التي اصابتها
" غيريه بسرعة قبل ان أقطعه أرباً" ، تمتم بهدوء وهو يغادر الغرفة فاسحاً لها المجال لتبديل ملابسها
عند كريس الذي أتى مسرعاً الى المحل بعدما إتصلت آنا مذعورة من اليخاندرو وخائفة جداً من إيذاءه لفايوليت ،
" آنا هل انتي بخير ؟ " نهضت آنا بسرعة بعدما سمعت صوته ،لتركض له وهي تنظر له بنظرات قلقة لتردف بسرعة
" كريس .. اليخاندرو ، غاضب سيقوم بأيذئها " ،
أغمض عيناه براحة بعدما عرف سبب خوفها ،
فقد إنتابته نوبة هلع عندما سمع صوتها المذعور في الهاتف .
سحبها من يدها لتصطدم بصدره مطوقاً خضرها بذراعيه ،لم تعترض الاخرى على فعلته بل إستقبلته بصدر رحب وهي تستند برأسها على صدره ،
ليتسلل بعض الهدوء اليها وهو يهمس لها بخفوت
" لاتخافي ، لن يأذيها إنه يحبها " ، أنهى كلامه طابعاً قبلة على رأسها
"كيف تعلم هذا ؟" ، تمتمت بهدوء وهي تنسحب من حظنه بعدما علت حمرة ظريفة الى خدها
إبتسم الاخر بخفة طابعاً قبلة على خدها المحمر ليردف وهو ما زال قريب من وجهها " لانه عاشق يا صغيرتي " ،
بحلقت الاخرى بهِ بخجل أكبر ولم تعرف ما تجيبه بل إكتفت بالصمت .
عند كيفن الذي دخل الى القاعة وهو متحمس لرؤية نازلي ، دلف الى الداخل بعدما حيا الطلاب بتحية الصباح ،
ممرراً بصره بين صفوف الطلاب ،خاب أمله لرؤيتها وامتعض وجهه لكن أخفى ذلك بسرعة لكي لا ينتبه الاخرين اليه ،
فتح قائمة الاسماء التي بيده لكي يسجل حظورهم
ظل ينادي بأسمائهم الى إن قاطعه صوت طرقات خفيفة على الباب تليها دخول تلك الخجولة ،
إنبسطت أساريره وهو يراها تقف بجانب الباب بهدوء ، رسم ملامح الجدية ليردف بصوتاً جهوري
"آنسة نازلي، لماذا تأخرتي ؟"
نظرت له لوهلة من الزمن لتشيح بعدها نظرها بسرعة ، لتردف بصوتاً خافت نسبياً
" لقد تأخرت بسبب زحمة السير " ، اومئ لها وكأنها تراه ليردف قائلاً ،
"تفضلي بالجلوس ،لا تتأخري مجدداً" ، اومئت له برأسها وهي تسير بين صفوف الطلاب للجلوس في مقعدها
ظل الاخر يشرح المحاظرة لهم بطريقته المعتادة التي تصل بسرعة الى عقول الطلاب المتحجرة
وبين فترة وأخرى يلقي نظرة صغيرة على خجولته لكي لا يشعر الاخرين بأن نظره مسلط عليها فقط ،
أثناء شرحه لمح من بعيد وهي ترسل رسالة في هاتفها ، تصاعد غضبه بسبب عدم إنتباهها الى محاظرته وكأنها لا تهتم اليه أصلاً
غير عالم بما تشعر به من مشاعر مختلطة عندما تكلمه او تقف بجانبه فهي تشعر بالكمال عندما تحادثه بسبب شخصيته القوية اللبقة،
خصوصا بعدما ساعدها في إبعاد ذلك الشاب اللعوب عنها ، تقدم بسرعة من بين صفوف الطلاب ساحباً هاتفها بسرعة من بين يداها الى الاعلى ،
اغلق هاتفها وهي ينظر بفضب الى داخل عيناها المتسعة " لماذا دخلتِ الى المحاظرة إذا كنتِ ستنشغلين بالهاتف اللعين ؟" ،
أنزلت الاخرى راسها الى الاسفل بعدما وقفت إحتراماً له ، متناسية كل الاحرف الابجدية لتكوين جميلة مفيدة تخبرهُ إياه ،
ارادت صديقتها إجابته عنها لكنه اوقفها بيده وهو ينظر اليها بنظرات حادة " أظن للانسة لسان للتكلم لا تحتاج الى محامية " ، أنهى كلامه وهو يبتعد عنها رامياً هاتفها على طاولته ،
ليردف بشيئ من الحدة ومنظرها وهي تراسل في الهاتف لا يبارح عقله " لا تكرري فعلتك ، ستعاقبين"
يتبع ..