"الحياة مع هؤلاء البشر تحتاج الى ضمير مُعطل"
رواية متدربة الرئيس - الفصل 37
في تلك السيارة تجلس فايو بجانب مقعد السائق وتحتظن علبة بداخلها الفستان التي كانت ترتديه
ويقود الاخر بهدوء ليس وكأنه كان غاضباً منذ قليل
قاطعت هذا الجو الهادئ صوتها الناعم وهي تردف
" اليخاندرو ،انا أسفة ،حقاً لم أقصد الكذب عليك"
نظر الاخر الى الخارج من نافذته لوهلة ثم أعاد بصره على الطريق ليردف قائلاً بهدوء "لا تفعليها مرة أخرى ، لا تكذبي أريدكِ أن تخبريني بكل شيئ يخصك" ،
اومئت له الاخرى بسعادة لانه لم يتجاهلها ، نظرت الى الخارج لتجد نفسها امام منزلها ، "اوه ،لقد وصلنا " ، أرادت الترجل لكن توقفت قليلاً وهي تستدير الى اليخاندرو مقتربة منه ، مقبلة إياه على وجنته الشائكة ،
أنصدم الاخر من فعلتها لكن سرعان ما إبتسم بخفة ،أرادت الخروج لكن أمسكها من معصم يدها بخفة ليردف قائلاً
" سأتي مساءاً لاخذكِ في موعدنا الاول ،أخبري أخاكِ ذو الرأس المتحجر" ، إبتدأ كلامه بلطف وانهاه بصوتاً ساخطاً ، إتسعت عيناها لتردف قائلة
" ذو رأس متحجر ! لماذا تلقب اخي هكذا ، إنه لطيف ليس كما يظهر لك " ، إبتسم الاخر بسخرية وهو يتذكر كيف منعها من الذهاب الى اخر ثلاث أيام في تدريبها ،
ولم يكتفي بهذا فقط ،بل أخذ هاتفها لكي لا تحادثه
اومئ لها ببساطة لتترجل من السيارة وهي تحتظن العلبة في يدها لتردف قبل ان تغلق باب السيارة
" قُد السيارة بتأني " ،انهت كلامها تزامناً مع غلقها لباب السيارة ، لتغادر الى منزلها ،
راقبها الاخر بنظره وهي تدخل الى منزلها وهناك لمعة حب في عيناه ليردف في سره " كم مضى على إعتناء أحداً بي ؟! "
هز رأسه لطرد هذه الافكار السلبية ليشغل السيارة ليغادر الى وجهته .
عند كيفن الذي كان يجلس في مكتبه وحاجبيه معقودين بضيق ،ونظره معلق على هاتف نازلي الموضوع أمامه على الطاولة ،
فهو إستغل هذه النقطة لصالحه لكي تأتي لاخذهُ منه ،إستيقظ من شروده على صوت الباب هو وهو يطرق ، " ادخل " ،
دخلت نازلي وصديقتها معاً ، إعتدل بجلسته وهو ينظر الى جولي تلك الفتاة النارية كما يُلقبها وهي تنظر له بنظرات حادة ، رفع حاجبه الايسر لها
" اخرجي جولي ، أظن نازلي لا تحتاج الى محامية لها " ، اردف بصوتٍ بارد ونظره معلق على خجولته
التي تطرق برأسها الى الارض ،
فكل ما يفكر به هو ان تعتمد على نفسها لا على صديقتها فهي لن تجدها بجانبها في كل مكان تقع فيه بمشكلة ،
"سأنتظ.." قاطع كلامها صوته الحاد وهو يردف بعدما اشاح ببصره عن نازلي " الى الخارج " ،
تراجعت الى الخلف وهي تغادر الى الخارج ،
شبك كيفن اصابع يده مع بعضها فوق الطاولة وهو ينتظر منها ان تبدأ بالكلام
" أستاذ كيفن ، انا آسفة .. لاني أستخدمت الهاتف في محاظرتك " ، تمتمت بخفوت بصوتها الناعم الذي أطرب مسامعه ،
"هل لي أعرف عدم إنتباهك ،ناهيكِ عن تأخرك عن المحاظرة" ، عبست بلطف وهي ترفع رأسها لتردف بصوت محرج
"لقد كنت احادث أمي .. نسيت ان اعطيها دوائها في الصباح " ، اومئ لها بتفهم وهناك راحة كست قلبه لا يعرف سببها ،
حمل الهاتف وهو يمد ذراعه لتأخذه، نظرت له بسعادة وهي تمد يدها لاخذه
"شكراً لك يا إستاذ " ، تمتمت بفرح وهي تستأذنه للخروج لتقابل جولي الساخطة التي تهز قدمها على الارض بغضب وتوتر
نهظت جولي من على الكرسي حالما رأت صديقتها تخرج من المكتب ،تقدمت اليها بسرعة وهي تتفحصها إذ ما فعل لها شيئاً ،تحت نظرات نازلي المستغربة ،
" هل انتي بخير ؟ لم يفعل لكِ شيئاً ؟" ، تمتمت بسرعة ، ضحكت الاخرى بخفة وهي تضرب جبين جولي لتردف قائلة " لا تقلقي إنه لطيف ، ليس جميع الاساتذة كمدرس الرياضيات السابق " ،
تمتمت بهدوء وهي تجر جولي من يدها مغادرين المكان ، رفع كيفن بصره من على الارض حالما غادرن
عندما كان يستمع الى كلامهن من خلف الباب
"مدرس الرياضيات !! ماذا تقصد بهذا "، تمتم بهدوء وهو يتجه نحو مدير المدرسة ليسأله بطريقة غير مباشرة عنهُ
دلف الى الداخل بعدما طرق الباب ليأتيه صوت المدير سامحاً له بالدخول ،
دلف الى الداخل وهو يلقي عليه التحية بعدما جلس امامه ، ليردف قائلا بعملية " أردت معرفة قوانين الكلية ؟ من فضلك" ، اومئ له المدير وهو يستقيم من على كرسيه متجهاً الى الرف الموجود في نهاية المكتب
تقدم نحو كيفن وهو يمد اوراق القوانين ،ظل الاخر يقراً بتمعن ، ليردف بعدما توقف عند المنتصف
" هل قام مدرس ما بمخالفة إحدى القوانين ؟" ،
هز المدير رأسه بخفة وهو يردف بعملية " في السنة التي مضت حاول مدرس يدعى بآدم بالتعدي على طالبة وتمت إحالته الى القضاء بعدما أنقذتها صديقتها من براثينه " ،
عقد حاجبيه بغضب ليردف بصوتاً حاول إخراجه متزناً " ما أسم الطالبة ؟" ،
قلب الاخر في سجلات الطلاب ليردف بعدما إرتدى نظاراته الطبية الخاصة بالقراءة
" نازلي .. نازلي ريتشارد " ، إتسعت حدقتيه لما يسمعه ، لكنه لم يستطع ان يقول اي شيئ لكي لا يشك الاخر في أسئلته اكثيرة ، إستاذن منه للخروج
وهو يفكر بانها قد تعرضت الى التحرش قبل سنة
"لهذا السبب لا تقبل جولي تركها لوحدها !" تمتم في سره بأعجاب لتلك النارية التي تحمي صديقتها غير آبهة من الذي ستواجهه ،
______________________________________
عند كريس الذي كان يُشاغب آنا وهي تضحك بصوتٍ عال ٍ غير آبهة لنظرات الناس في الشارع ،
"أقسم سيتم زجنا في السجن بسبب ضحكك الصاخب " ، تمتم كريس كلامه مقهقاً على وجهها الذي احمر بسبب الضحك
مسحت الاخرى دموعها التي هطلت جراء موجة الضحك التي دخلت فيها وهي تسمع يقص عليها مواقفه الضحكة مع اليخاندرو في الثانوية ،
"ذلك الرئيس المتعجرف ، لا أصدق إنه كان يتم التنمر عليه بسبب نظاراته الطبية " ،إنفجرت ضاحكة وهي لا تستطيع تخيله وهو يتم التنمر عليه
لطالما كانت هذه وظيفته في الشركة ،
"لا تخبري أحداً بهذا حتى فايوليت لكي لا يتم ضربي حتى الموت " ، اومئت له ببساطة وهي تربت على كتفه
"لنذهب لنحظى على بعض القهوة، على حسابي " ، تمتمت بهدوء وهي تسير امامه ، نظر لها الاخر بحب وهو يسير خلفها ونظره لا يفارقها ،
بعد مرور ساعة وصل كيفن الى المنزل ليرى فايوليت وهي متأنقة وبدت جميلة بصورة فريدة ،
صفر بأعجاب وهو يقبل جبينها رادفاً " هل ستخرجين ،صغيرتي " ، اومئت له وهي تقبل خده ،مبتعدة عنه الى حذائها لتردف قائلة
"سيأتي اليخاندرو لاخذي في موعدنا الاول " ، عبس فجأة وتصلبت ملامح وجهه وهو يزفر الهواء بضيق
" لا افهم لماذا إرتبطي بهذا المتعجرف " ، قاطع كلامهم صوت جرس المنزل وهو يدق ،
نظرت فايو بأتجاه الباب وهي تنظر الى أخيها بنظرات راجية ، قلب الاخر عيناه بسخط
ذهبت لتفتح الباب له ،تسمر اليخاندرو وهو يراها ترتدي فستان احمر إنسجم تماماً مع لون بشرتها البيضاء الصافية ، متوسط الطول يصل الى بعد ركبتها
تاركة شعرها منسدلاً على ظهرها وكتفها ، مع وضعها لبعض المكياج الخفيف ابرز جمالها ،
" سأتي حالاً فقط سأجلب معطفي " ، اومى لها اليخاندرو بتخدر من شكلها المثير ،
إستيقظ من شروده على ضربه قوية نوعاً ما على كتفه ، نقل بصره ليجد كيفن يرسل له نظرات نارية تحذيرية ليردف قائلا "نظراتك يا هذا "
إبتسم اليخاندرو بسخرية وهو يمرر لسانه على خده من الاسفل ضاغطاً على أنفه من الاعلى بضيق
" بربك كيفن ،سأصبح زوجها المستقبلي " ، قهقه الاخر بغضب بعدما وقف امامه بغضب واضعاً يداه في جيب بنطاله ،
" ومن أخبرك بأني سأقبل ان تتزوجك؟ " ،
إحتدت نظرات اليخاندرو وتصلب فكه لدرجة إحمرار عيناه من هذا المستفز الذي امامه ، مانعاً نفسه من ضربه وتحطيم فمه الذي يتفوه بالهراء
نزلت فايو بسرعة لترى كلاً منهم يرسل نظرات نارية الى الاخر مع تقارب أجسادهم حيث لم يتبقى سوى شعرة واحدة تنقطع لكي يبدؤا بشجارهم
تقدمت بسرعة منهم وهي تجر كيفن من يده الى الخلف ، لم ينظر الاخر اليها لكي لا ينظر الى عيناها المترجية فلم يعجبه بأن تخرج معه
"حبيبتي ،إذهبي الى السيارة ،سأتي خلفك" ،
تمتم اليخاندرو وهو يرسل لها نظرة حنونه ،
خرجت الاخرى بقلب يطرق بعنف على اخيها وحبيبها المجنونين
" لا تقلق ،ستكون بأمان وهي معي " ، تمتم ببرود ، ليومئ له الاخر
خرج اليخاندرو من منزلها بشموخ بملابسه الانيقة التي لاحظتها الان بسبب شرودها في شجارهم الصامت
جلس في مقعده ليستدير لها وهو يردف بحب بعدما قبلها على خدها " تبدين فاتنة " ، إبتسمت الاخرى له وهي تطرق برأسها الى الاسفل بخجل
إنطلق اليخاندرو بسيارته الى هدفهم ،
"الى أين سنتجه؟" ، إبتسم اليخاندرو ليردف قائلاً
"الى جنتي " قهقهت الاخرى لتلاعبه في الكلام ،
بعد فترة وصلوا الى ميناء حيث السفن الكبيرة الخاصة بالاغنياء
تقدم وهو يقفز الى داخل اليخت الخاص به
مد ذراعه لها وهو يحثها على التقدم ، مدت الاخرى يدها لتضعها في كفه الكبير ، ضغط الاخر على يدها بخفه وهو يسحبها الى داخل اليخت مصطدمة بصدره الصلب
طوق الاخر خصرها بذراعيه بينما هي طوقت رقبته بذراعيها " سأظل أتغزل بجمالك لنهاية عمري " ،
أنهى كلامه مطبقاً على شفتيها بحب ، لكنه فصلها بسرعة وهو يطبع قبلة على خدها لكي لا يفقد سيطرته ويفسد المفاجئة
دلفوا الى الداخل لينزع اليخاندرو معطفه ليبقى فقط في قميصه الابيض ، ليتجه بعدها الى غرفة القيادة
ليوقف اليخت في وسط البحر تحت اضواء المدينة التي تنعكس على المياه بشكل جميل
جلس الاثنين على المائدة وهم يأكلون ويتكلمون بشتى مواقفهم المضحكة ، ليمتلئ المكان الهادئ المتخلل بصوت ابواق السيارات من فوق الجسر بأصوات ضحكاتهم
نهض اليخاندرو ليذهب بأتجاه مشغل الموسيقى ليصدر منه موسيقى كلاسيكية هادئة ،
" هل تسمح لي الاميرة بشرف الحصول على الرقصة الاولى ؟" ، أنهى كلامه وهو يمد يده اليها ،
اومئت له وهي تمد كفها واضعةً إياه في كفه
ظل الاثنان يرقصان بهدوء وكلاً منهم ينظر الى الاخر بحب من غير ان يتفوهوا بالكلام بل إكتفت النظرات بأيصال الكلام لهم
قاطع الصمت المحيط بهم صوت اليخاندرو الهادئ وهو يردف " لقد إعتدت على العيش بمفردي في ذلك القصر الواسع منذ وفاة امي ، مكثت بهِ لوحدي حتى إمتلئ داخلي بالفراغ "
اخذ شهيقا ليكمل
" لم اظن بأنني سأقول هذا الكلام لاحد من قبل ، لكن ذات يوم دلفت فتاة خجولة من باب مكتبي وهي مطرقة رأسها الى الاسفل ، علمت منذ تلك اللحظة بأنها ستغير من مجرى حياتي ، شكراً لانكِ ملئتِ هذا الفراغ "
توقف عن الرقص وهو يمسك كلتا يداها بين كفيه ليكمل كلامه " أتساءل هل ستقبل تلك الخجولة بي كزوجاً لها ؟" ، إتسعت عينا الاخرى بدهشة
وهي تراه يفتح علبة صغيرة يتوسطها خاتم ناعم يليق بها
إدمعت عيناها وهي تضحك بخفة لتنعكس اضواء اليخت على عيناها المتلئلئة بالدموع ، إبتسم الاخر وهو ينتظر جوابها
اومئت له برأسها بسرعة وهي تقول "نعم .. أقبل .."
اجابته وهي تضحك بخفة ، إتسعت إبتسامه الاخر بفرح
ليخرج الخاتم من العلبة وهو يضعه في إصبع يدها مقبلاً إياه ، نزلت دموع الاخرى وهي تقترب منه مقبلة إياه بحب ، بادلها الاخر القبلة بشغف وهو يمرر كف يده على طول ظهرها ،
فصل القبلة وهو يضع جبينه على جبينها وهو يردف قائلاً وهو يضحك برجولية " أظن أخاك سيقوم بقتلي" ، قهقهت الاخرى بصخب وهي تقبل وجنتيه
" لن يقترب أحد منك ، سأتولى إقناع اخي " ،
اومئ لها وهو يشد على خصرها للتوجه الى غرفة القيادة لكي يعودوا
" تقدمي سأعلمك كيف تقودين يختاً" ، نظرت له بأستغراب وهي تتقدم بخفه منه ،
سحبها الاخر وهو يقف خلفها ،ملتصقاً بها واضعاً كلتا يداها على مقود اليخت ، وهو يهمس لها بخفه في إذنها على إن تضغط على الزر الازرق ، بينما هو إنشغل بتقبيل رقبتها من الخلف وشم رائحة شعرها
"توقف عن هذا ،انت تشتتني هكذا وسنغرق معا "
ضحك بصوت عالٍ على طفوليتها وهي تحاول إيقافه عن تقبيلها بينما هي صبت جام تركيزها على القيادة
ليحتظنها الاخر من خصرها وهو يضع رأسها على كتفها براحة من الخلف ،
بعد مرور فترة وصل الاثنان الى منزلها وهو يمسك بكف يدها رافضاً ان تنزل ،إبتسمت بحب وهي تردف قائلة
"يجب علي الذهاب ،سيقلق اخي " ، قلب عيناه بغيض لاعناً أخيها الذي يأخذ كل إهتمامها ،
اومئ لها وهو يقبلها على وجنتها ، ترجلت الاخرى من سيارته وهو تودعه بيدها ،
إنطلق اليخاندرو في سيارته وقلبه يقيم أعراساً من الفرح ظل طوال الطريق الابتسامة تشق وجهه
اما عند فايوليت دخلت الى منزلها الهادئ ، إستدارت وهي تستند على الحائط بيدها لخلع حذائها الذي أتعبها بسبب كعبه المزعج ،
شغلت اضواء المنزل وهي تردف بصوت عالٍ نسبياً من غير أن تستدير ،
" أخي ، لقد أتيت" ، إبتسمت بحب لانها اصبح لديها فرداً يقلق عليها وتناديه حالما تدلف الى المنزل ليس كما في السابق تدخل وتخرج من منزلها بهدوء
سمعت صوت طقطقة صادرة من الغرفة المجاورة ،
نزعت حذائها لتردف تزامناً مع إستداراتها
"أخي ، هل هذا أن.." ، لم تكمل إستدارتها بسبب الضربة القوية التي نزلت على رأسها من مضرب البيسبول ، سقطت على الارض مصدرة صوت إرتطام قوي ، لتنزل بعض الخصلات المتتخله بدماء على وجهها
تشوشت رؤيتها ولم تستطع الرؤية بوضوح ، كل ما رأته هو حذاء اسود يقف بجانبها ليغمى عليها بعدها
"مرحباً ، يا عاهرة أخي "
يتبع ..