كابوس
رواية هوس الشيطان - الفصل 30
خلعت حذائها لتشعر بملمس الرمل الناعم تحت قدمها رمت حذائها بخفة لتتقدم اكثر نحو المياه توقفت فجأة لتشعر بمياه البحر ترتطم بقدمها العارية كانت تنظر بشرود لتتراجع للخلف بخطوات متثاقلة وتقع ارضا ضمت قدمها لصدرها لتبدأ بالبكاء بشكل هستيري.
اوقف سيارته لينظر اليها عبر النافذة رفز بضيق وهو ينظر لمنظرها لاول مرة يراها بمثل هذه الحالة المزرية فتح باب سيارته ليتقدم نحوها بخطوات هادئة.
توقف فجأة وكان ينظر اليها بمنظرها الحزين الذي اوقع قلبه ارضا كانت هناك مسافة قليلا بينهم
شعرت بشخص خلفها لتنظر للوراء وعينها تطلق شلالات الدموع تتدفق نحو خدودها
وما ان عرفت انه هو نظرت له بغضب وبكره وحقد كبير لتنهض بقوة وتقف امامه وتصرخ به قائلة
"انا اسمي مايا هل فهمت اسمي مايا"
وضع يده في جيب بنطاله ليقول بهدوء
"توهمين نفسك هل نسيتي حقيقتك هستوريا؟"
دفعته بقوة ليتراجع بضع خطوات للخلف لتصرخ قائلة بينما هربت بعض الدموع من عينها
"الا تعرف كم كانت تلك اللحظة صعبة علي لا تعرف ما هو شعور طفلة بعمر الرابعة تتخلى عنها والدتها لا تعرف كم بكيت وتوسلت اليها ان تأخذني معها ولكنها لم تفعل لقد كانت صماء ادعت انها لا تسمع ادعت انها لم تسمع صوت بكائي وتوسلاتي ولكنها سمعت بالفعل ولكن ماذا فعلت تجاهلت كل شئ وتركتني.."
صمتت لثواني لتقول بأنكسار
"انا لم اكن وقحة معها ولم اكن مشاغبة لقد كنت احترمها واحبها ولكنها تخلت عني لاجل حياتها.."
صمتت لثواني قليلة لتقول بصراخ موجهة عينها الى عينه
"انظر الي الان انا قوية ولا اخاف اي شئ حتى حقيقتي التي حاولت جاهدة ان انساها لا اخاف منها انظر الي جيدا انا لا ابالي بأي شئ لقد دفنت قلبي بأعماق البحر ولن اجعله ينبض مرة اخرى ابدا لانه كان ينبض لامي من قبل ولكنها ماذا فعلت تخلت عني وتركتني"
نظر لعينها بعمق ليقول ببرود
"هل تخبريني عن شعورك حين تخلت عنك والدتك.."
صمت لثواني ليتقرب منها ويمسكها من ذراعها ويهزها بقوة ليصرخ قائلا
"وانت الا تعرفين ماذا كان شعوري عندما تركتيني وحرمتيني من سماع صوتك وضحكتك.."
دفعته بقوة لتصرخ قائلة
"وما شأنك انت هذا الموضوع لا يهمني"
ليصرخ بقوة قائلا
"ولكنه يهمني واللعنة الم تري حبي اللعين لكي الم تلاحظي هذا أحقا لم تلاحظي ام انك تجاهلتي كل شئ؟!"
لتقول بغضب
"كنت اقول دائما من هو الرجل الذي سيحب فتاة مشردة مثلي من هو الرجل الذي سيحب فتاة تخلت عنها والدتها..."
قاطع كلامها بصراخة الحاد
"انا انا واللعنة لقد احببتك لقد احببتك الم تري حبي لكي هل كنت عمياء لهذه الدرجة"
لتقول ببرود وبطريقة مستفزة
"بل رأيت لقد رأيت حبك لي ولكنني تجاهلت تجاهلتك تجاهلت مشاعرك وتجاهلت حبك"
قال بنبرة حادة
"يالك من امرأة انانية كنت تعرفين حقيقة مشاعري تجاهك ولكنك تجاهلتي كل شئ انت انانية"
لتقول بصراخ
"انت هو الرجل الاناني..."
صمتت لثواني لتقول ببرود
''لقد اخبرتني بحقيقة مشاعرك الان...ولكن ماذا ستفعل ان قلت لك اتركني لانني احب رجلا اخر"
ليقول بسخرية
"الم تقولي انك دفنت قلبك بأعماق البحر وانه لن ينبض مرة اخرى ابدا؟"
لتقول ببرود
"انه شئ ليس بيدي لقد نبض وانتهى الامر!"
امسكها من ذقنها بقوة لدرجة شعرت انه سيتحطم كانت عيونه تطلق براكين من الغضب ليقول بنبرة مرعبة
"اخبريني من هو الرجل الذي جعل قلبك ينبض مرة اخرى اقسم بحبي لكي انني ادفنه هنا وادفنك معه"
دفعته لتقول بغضب
"هل رأيت كم انت اناني"
ابتسم بجانبية ليتقرب منها ويهمس في اذنها بتملك
"انتي لي وحدي...هستوريا!"
لتقول بحدة
"لا تناديني بهذا الاسم"
دفعته لتمسك حذائها وتذهب كان ينظر اليها وهي تتلاشى امامه ليستدير وينظر للبحر ويقول ببرود
"ما اريده انا سيحدث!"
تراجع للخلف وهي تنظر اليه بدهشة انحنت بطولها لتمسك الورقة وتفتحها لترى ان النتيجة ايجابية بلعت ريقها واستجمعت شتات نفسها تنهدت بخفة لتبتسم بسخرية وتنظر اليه.
"هل تصدق ورقة مثل هذه ولا تصدقني انا...انني اعترف لك انني قمت بخيانتك وان هذا الطفل ليس ابنك"
ابتسم بأنتصار ليقول بأبتسامة ايجابية
"لا تعرفين الكذب عزيزتي!"
صمت لثواني لتتغير ملامح وجهه للحزن والانكسار ليقول
"فقط قولي لي لماذا تركتيني لماذا هربتي؟"
رمت الورقة بغضب لتقول بشبه صراخ
"اسأل نفسك هذا السؤال طوال تلك الايام التي قضيتها معك وكل العذاب الذي جعلتني اتذوقه تأتي الان وتقول لي لماذا تركتيني لماذا هربتي؟"
تقدم اليها بسرعة ليمسكها من ذراعها ليهزها بقوة وهو يصرخ
"هل تعرفين ماذا حدث لي طوال هذه السنتين ظننت انني اصبت بالجنون...بحق الجحيم لقد اعتذرت لكي لقد اعتذرت لكي عن كل شئ فعلته ولقد غيرت معاملتي معك ولكن انتي ماذا فعلت هربتي وتركتيني؟!"
ابعدت يده بقوة لتقول بغضب وصراخ
"كل ذلك العذاب الذي عشته معك لن انساه بسهولة ابدا ما عشته معك لن يتحمله اي مخلوق على وجه الارض...الثقوب التي وضعتها في قلبي لن يجبرها الف اعتذار منك!"
مسح وجهه وهو يسيطر على غضبه ليقول بهدوء بينما القى نظر خاطفة على الياس
"كم عمره؟"
لتقول بغضب
"لا شأن لك؟"
ليصرخ بقوة
"اجيبي"
لتقول بجمود
"سنة وشهرين"
شعر بالدهشة بالصدمة وبالغدر ليقول بعدم تصديق
"هل احتفلتي بعيد ميلاده الاول بدون والده.."
شعرت بالحزن والانانية من جملته هذه ليكمل قائلا بنفس النبرة
"هل احتفل طفلي الاول بعامه الاول بدون والده؟"
شعر بأنقباض قلبه لا يصدق انها فعلت به هذا.
تصاعد الغضب الى وجهه بسرعة تشنج فكه وارسل نظراته الحارقة والحادة اليها ليقول بنبرة مرعبه ارجفت اوصالها تماما
"سأتأكد من جعلك تشعرين بنفس الالم الذي عانيت منه!"
الساعة الثانية عشر منتصف الليل كان الياس نائما في سريره وكانت جوليا مستيقظة هي ومايا لتقول جوليا بقلق
"مايا هل انتي بخير"
ابتسمت مايا بسخرية لتقول
"كنت بخير للغاية قبل ان يأتي ذلك السافل ويفتح كتاب الماضي الذي كنت احاول جاهدة ان احرقه"
صمتت جوليا ومايا لثواني لتقول مايا بحزن
"ذلك اليوم عندما اخذتني امي للميتم اخبرتني ان هذا المكان سيكون افضل لي توسلت اليها كثيرا وبكيت كثيرا ولكنها لم تستمع الي مرت الايام وكانوا يدرسوننا في الميتم وعندما بلغت السن القانوني شعرت بالاختناق وكنت حقا اريد رؤية العالم الخارجي بشكل مختلف ليس فقط ان اراه عبر النافذة او اللعب في ساحة الميتم الصغيرة لذلك هربت وبدأت بالعمل في الكثير من الامكان وسجلت اسمي في احدى المدراس ولحسن الحظ الذي جمعنا سويا مرة اخرى في المدرسة"
امسكت جوليا يد مايا لتقول بينما نزلت دمعة من عينها
"انتي مايا وستبقين مايا للابد ولا تدعي اي احد ان يعيدك الى ذلك الماضي التعيس ارجوك"
مسحت مايا دمعتها لتقول
"ماذا سيحدث الان لقد وجدونا"
لتقول جوليا بخيبة امل
"لا اعرف حقا لا اعرف"
بعد يومين
كان الجميع في المطعم ما عدا جوليا التي بقيت في المنزل هي وابنها وكاتيا
رن جرس المنزل لتخرج جوليا كان رجلا في منتصف الثلاثين من عمره اعطاها ورقة وطلب منها التوقيع لتقول له
"ما هذه؟"
"لا اعرف سيدتي"
ذهب الرجل لتفتح جوليا الورقة لتجد انها دعوى لاجل حضانة الطفل
ارتجف قلبها لتقول بعدم تصديق
"مستحيل هل يريد اخذ الطفل مني....لن اسمح له"
فكرت وفكرت كثيرا من الذي سيساعدها لتقول بسرعة
"ماثيو ماثيو"
ركضت بسرعة متوجهة لماثيو ركضت وركضت الى ان توقفت في منتصف الطريق لتقول
"تبا لقد نسيت الورقة في المنزل"
رجعت مرة اخرى للمنزل لترى الباب مفتوح ركضت بسرعة لتصرخ بأسم كاتيا
رأت ورقة بيضاء على الطاولة لتأخذها بسرعة وتقرأ محتواها
"مرحبا بزوجتي الم اخبرك انني سأرد لك الالم الذي جعلتني اعاني منه هل وصلت دعوى الحضانة تعرفين جيدا انها ستكون الحضانة لي الا تعرفين من هو دارك بكلمة واحدة فقط سأجعل القضية تنتهي بجلسة واحدة فقط والفوز سيكون لي انا...اظن انني جعلتك تشعرين بأضعاف الالم الذي شعرت به بغيابك الياس ابني انا وسيكون معي انا وللابد"
ارتجفت كل اوصالها بشدة لتقول بصدمة
"لا انه كابوس انه كابوس مستحيل طفلي"
ولم ترى امامها سوى السواد فقط لتقع مغمى عليها بسبب الصدمة