إنه قدرنا
رواية هوس الشيطان - الفصل 45 والأخير
كأنهما انحصرا في زاوية لا مفر منها شعر كلاهما انهما الوحيدان في هذا العالم يطيران في الفضاء الخارجي دون ارتداء بدلة رواد الفضاء ليشعرا بأجسادهما تتلاشى تماما.
فلا هو يستطيع كبح غيرته واشتياقه اليها، ولا هي تستطيع كبح غيرتها القاتلة عليه وخصوصا هذه اللحظة.
لقد ندمت حقا على ذلك القرار الذي اتخذته ندمت اشد الندم فهي كانت قد قررت ان تعترف بحبها له هذه الليلة امام الكل وامام اصدقائها كلهم كانت تريد كسر كل القواعد والعادات وكانت ستغير مفهوم الحب فلا يجب ان تكون العادة ان يعترف الرجل بحبه للمرأة امام الجميع او ان يطلب يدها للزواج امام الجميع فماذا سيحدث لو فعلت المرأة هذه الاشياء للرجل الذي تحبه وتعشقه اوليس هذا افضل دليل على حبها وعشقها له؟!
ولكن ويال الاسف مارك دمر الشئ الذي كان لطالما يتمناه ويريده.
استفاقت فجأة لتبتسم بسعادة زائفة رفض كبريائها ان تحزن فمثل هذه المواقف دائما النساء يقوز كبريائهن وللابد.
مدت يدها وهي مبتسمة لتقول
"مبارك لك ولكاثرين!"
شعر بالحزن بداخله ليمد يده هو ايضا ويقول بسعادة زائفة تماما
"شكرا لكي"
نظرت مايا جانبا لكاثرين لتوجه نظرها الى مارك مرة ثانية لتقول بأبتسامة
"سيكون اطفالك جميلين ولطيفين مثل زوجتك!"
ليقول بهمس لم تسمعه
"ليتك انتي!"
ابتسم دون ان يرد عليها ليتركها بعد ذلك جلست هي على الاريكة كمن فقد قواه كانت منهكة داخليا منكسرة القلب رفض كبريائها بشدة ان يجعل تلك الدموع العالقة تأخذ مجراها نحو خدودها جلست جوليا بجانبها بسرعة جلست امامها لكي لا يراها احد بهذه الحالة ابدا.
لتقول جوليا بحزن
"مايا هل انت بخير؟"
اخذت مايا نفسا قويا لتقول بكل عناد وثقة
"انني بأفضل حال...اساسا لم اتوقع الكثيرا ابدا!"
وضعت جوليا يدها على كتف مايا لتقول بترجي
"مايا ابقي هنا الليلة ارجوك"
اومأت مايا بالموافقة فقط
وها قد انتهت الحفلة الصادمة بالنسبة للجميع خرج الجميع وركبوا سياراتهم متوجهين نحو منازلهم كانت كاثرين جالسة في سيارة مارك ومايا واقفة في الحديقة تنظر للنجوم ودع مارك جوليا و دارك ليقول دارك ببرود
"غدا سنتحدث؟"
ليقول مارك بنفس البرود
"ليس هناك ما نتحدث به...وداعا"
ليقول دارك ببرود
"ايها السافل"
مشى بكل ثقة متوجها نحو الخارج ليلمح مايا تنظر الى النجوم بعمق شعرت بوجودة لتنظر اليه ايضا.
كان سيكمل طريقه لولا انها اوقفته بقولها
"انتظر قليلا"
استدار اليها ليراها تتقدم نحوه بكل ثقة وتمرد وتلك الابتسامة المتمردة لا تغادر شفتها تقربت منه كثيرا لتهمس في أذنه
"كان يجب ان تعلن خسارتك اولا...فأنا ايضا لم ادخل حربا وخرجت منها خاسرة؟!"
فجأة مر شريط ذلك اليوم امام عينه وخصوصا تلك اللحظة التي قال بها
"لعلمك انا لم ادخل في حرب ابدا واخرج منها خاسرا!"
نظرت اليه مباشرة بكل تحدي وتمرد لتتراجع للخلف وتدير له ظهرها وتذهب بخطوات واثقة نحو المنزل.
كان حقا منصدما منها ومن تمردها هذا وجرأتها امامه. ايجب عليه حقا ان يعترف بهزيمته احقا لقد خسر هذه المرة ولا مجال اخر للفوز بقلب امرأة تعشقه ولكنها تنكر هذا وبشدة؟!
جلست جوليا على السرير بجانب مايا لتقول بأسى
"لماذا فعلتي هذا بنفسك مايا انه يحبك انتي، ما كان عليك ان ترفضيه في كل مرة يعترف بحبه لك...الا تتمنين ان يتوقف الوقت الان؟!"
نظرت مايا اليها بنظرات خالية من كل المشاعر كانت جسدا بلا روح لتقول بنبرة منكسرة وهي تمنع نفسها من البكاء
"عن اي وقت تتحدثين يا جوليا؟ انا توقف وقتي منذ ذلك اليوم الذي اخذتني فيه امي لملجئ الايتام! منذ ذلك اليوم وللان انا وقتي متوقف تماما لا يمشي ابدا عقارب ساعتي معطلة ولا اعرف متى ستعود مرة ثانية لطبيعتها ومواصلة المشي؟!"
صمتت لثواني لتتابع قائلة
"عندما قابلت لويس قلت بيني وبين نفسي ان كل شئ سيكون على ما يرام وقلت انه هو سيجعلني انسى ماضيي التعيس ولقد بنيت احلام ظننت انها ستتحقق ولكن حدث عكس هذا، واعترف اني لم افقد الامل عندما رأيت مارك ورأيت تعامله اللطيف معي قلت بيني وبين نفسي انه مختلف عن لويس وانه سيسعدني وانه ربما يحبني فتصرفاته معي تدل على هذا الشئ وايضا بنيت احلام وردية سعيدة ولكنه دمر احلامي بقوله انني دميته يتسلى بها وقتما يريد ويرميها وقتما يريد!!"
دمعت عيون جوليا لتحتظن صديقتها بسرعة محاولة مواساتها.
المظاهر تخدع اكبر الاشخاص واشدهم ذكائا فكم انخدع الجميع بمظهر مايا القوي والبارد والجريئ وهم لا يعلمون ماذا يوجد في داخلها من خذلان وألم واحلام كانت تظن انها ستتحقق يوما؟!
اوقف سيارته امام منزل كاثرين لتقول له كاثرين بحزن
"مارك انا اعرف انك تحب مايا وهذا القرار اتخذته مسرعا لا اريدك ان تندم عليه ابدا وانا بصراحة احب شخصا اخر؟!"
نظر لها مارك ليقول بقليل من الحزن حاول اخفائه عبثا
"اعتذر منك كثيرا كاثرين لانني وضعتك في موقف كهذا!"
وضعت كاثرين يدها على كتفه لتقول محاولة مواساته
"لا بأس مارك فنحن اصدقاء في النهاية واظن انني اتفهم شعورك جيدا...والان ماذا ستفعل؟"
نظر امامه بشرود ليقول بأستسلام
"لن افعل شيئا ابدا...هذا قدرنا!!"
نظرت مايا الى جوليا لتقول والدموع على خدها
"لن نجتمع سويا ابدا...هذا قدرنا!!"
هل كل من يقع بحب يعاني هكذا؟!
ربما نعم فليس هناك شخصا واحد على الاقل لم تدمع عينه بسبب شخص يحبه ويعشقه حد الجنون لهذا هناك الكثير من الاشخاص الذين يبعدون نفسهم قدر المستطاع عن هذا المصطلح الجميل بسبب كمية المعاناة التي لا يريدون ان يرون انفسهم بداخلها.
بسبب الحزن والالم والبكاء والعقبات والحواجر يمنعون انفسهم من الوقوع في الحب بأغلاق قلبهم بأصفاد حديدية لا يستطيع احدا فتحها، هذا ما يعتقدونه فالحب لن يطرق باب قلبك ليدخله او يستأذن منك ليتربع على عرشه.. فيا عزيزي مهما حاولت اغلاق قلبك ومنع نفسك من الوقوع بالحب فالحب سيزوك حتما اينما كنت في اي مكان وزمان وبذلك الوقت صدقني اصفادك الحديدية لن تنفعك حينها!!!"
تعدت الساعة الحادية عشر وهي مستيقظة للان وهو ايضا كانت جالسة تنظر للفراغ وبجانبها صديقتها جوليا فجأة اتتها رسالة صوتية من رقم مجهول
فتحت الرسالة لتسمع صوته الذي طغى عليه الحزن والالم
"لاخر مرة ستسمعين صوتي....لقد احببتك حقا من صميم قلبي!"
دمعت عينها وهي تسمع صوته تعترف لنفسها انها ولا مرة بحياتها تسمع صوته بهذه النبرة الحزينة الذي طغى عليها الحزن
امسكتها جوليا من كتفها لتقول بسعادة ودموعها تجري
"لا تضيعني هذه الفرصة يا مايا انظري ستتحقق احلامك هذه المرة حتما اتوسل اليك اركضي نحوه لتحققي احلامك هذه المرة مختلفة تماما عن مرتك الاولى ارجوك"
دقيقة دقيقتان ثلاث واربع وخمس دقائق لتنهض مسرعة تعقبت موقعه لتركض بأقصى سرعتها وهي تقول ببكاء
"هذه المرة مختلفة عن مرتي الاولى!"
بعد ثلاث دقائق ترجلت من السيارة لتذهب نحوه كان جالس على الرمل امام البحر بأمواجه العالية ركضت اليه بسرعة وقفت خلفه وهي تلهث لتقول
"وانا ايضا"
تجمدت جميع اعضائه عندما سمع صوتها نظر خلفه ليرفع رأسها نحوها نهض بسرعة غير مصدق انها امامه الان
سحبت نفسا قويا لتقول بهدوء وهي تنظر له مباشرة
"وانا ايضا احببتك من صميم قلبي!"
ماذا يفعل الان؟ واخيرا لقد سمع منها ما اراد وتمتى ان يسمعه من لسانها!
تقدم قليلا ليقول بأبتسامة جانبية
"ماذا يجب ان افعل بك على كل شئ جعلتيني امر به؟"
ابتسمت بخجل فهي تعرف انها تمادت كثيرا معه فجأة شعرت بيده تحاوط خصرها وتسحبها لصدره بقوة وتلك اليد التي امسكت رأسها وتلك الشفاه التي شعرت بها على شفتيها
فصل القبلة ونظر لها بشوق وحب ليقول بأبتسامة
"كنت اعرف اننا سنكون لبعضنا البعض...فهذا قدرنا!"
ابتسمت بخجل صمت قليلا ليقول بتساؤل
"ولكن هل اتيت ببجامة النوم الظريفة هذه؟"
نظرت لبيجامة النوم التي ترتديها تيشيرت وردي اللون عليه رسمة ميكي ماوس وبيجامة بيضاء ممتلئة برسوم ميكي ماوس شهقت بقوة ووجنتها اصبحت مثل اشارة المرور
ابتسم بحب كل ردة فعل تفعلها تجعله يغرق بعشقها اكثر واكثر.
خلع سترته ليضعها على كتفها ويحملها متجها الى سيارته واثناء سيره قال
"واخيرا سنتزوج بعد عناء دام لسنوات!"
ابتسمت لتقول بغضب لطيف
"هل تظن انك الوحيد الذي كنت تعاني؟"
نظر لها بحب ليفتح عينه على وسعهما ويقول بصدمة
"تبا اذن سأموت حتما في حفل زفافي؟"
لتقول بتساؤل
"ماذا تقصد؟"
ليقول بأستياء
"دارك اخبرني انني عندما اتزوجك سيلكمني بكل قوته لانني صرعت رأسه بحبي لك ولقد وعدني بفعل هذا"
لتقول ببعض الصدمة
"هل تعني اننا سنلتقط صور زفافنا بوجهك المتورم؟"
ليقول بغضب طفيف
"كل هذا خطأك لو اننا تزوجنا من قبل لكان الان لدينا خمسة اطفال على الاقل؟"
لتقول وهي تصر على اسنانها
"خمسة اطفال؟..هل تراني قطة يا ترى؟"
توقف فجأة امام سيارته ليضع جبينه على جبينها ليقول بحب
"بل اراك لبؤة جعلتني اتجرع كؤؤس العذاب لسنوات ولم امل منها او ينقص حبي لها ولو قليلا!"
همس في أذنها بكل خبث وعلى وجهه ابتسامة الانتصار
"اخبرتك انني لم ادخل حربا والا وخرجت منها منتصرا!"
مهما كنت تعاني من حبك ففي النهاية ستكون سعيدا جدا ان تعاني من الم الحب خيرا من ان لا تحب ابدا!!
الـنهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاية