الأحدث

رواية قاع الظلام - الفصل 37

وصف الرواية :
" رمادية، هذه الايام جاءت من المدفئة" رواية قاع الظلام - الفصل 37 " ڤيولا، أأنتِ على ما يرام"، جذب إنتباهها سؤا... [أكمل القرأة]
عرض فصول الرواية : قاع الظلام
رواية قاع الظلام

" رمادية، هذه الايام جاءت من المدفئة"

رواية قاع الظلام - الفصل 37

" ڤيولا، أأنتِ على ما يرام"، جذب إنتباهها سؤال أثانيوس الذي كان مُنشغلاً بربط حزام بنطاله بقميصه المدجج بالدروع ، نظرت الى ملابسه بأستغراب لتحول بصرها نحو سيربيرو الذي كان هو الاخر يرتدي دروعاً في رأسه وأقدامه ومقدمه صدره

" لماذا ترتدي هذا الزي!"،

إستدار الاخر ناحية خزانة الملابس ساحبٌ بنطال وقميص بدروع ليمده إليها قائلاً

" إرتدي هذا ،سنتجه ناحية منطقة التل"،

فرجت الاخرى شفتيها بعدم فهم لتميل رأسها الى اليمين قليلاً

" لماذا؟ ،أهنالك سبب معين "،

اومى الاخر لها فقد تعمد عدم ذكر أمر الحرب أمامها لكي لا تهلع وأما تواجدها على أرض المعركة فقد تكفل بهذا جيداً سيجعلها غير مرئية للجميع لكي لا تكون الانظار عليها ليضع يوروتاس حامياً عليها خلال فترة إغلاقها للبوابة

" ستفتح بوابة العالم السفلي ،سنذهب لاغلاقها..

لن تتدخلي في أي شيءٌ آخر يحدث، ستثبتين في مكانك وتغلقين تلك اللعنة لكي ننهي الامر برمته"،

صمت قليلاً متمعناً في شحوب وجهها ليردف بعدما إقترب منها واضعُ إبهامه على وجنتها متحسساً نعومتها " أأنتِ بخير ؟"،

لا تعرف هل تجيبه على سؤاله وتقول الحقيقة أم إنه لن يصدقها كعادته وأيضاً الان الوقت لا يسمح لها بسرد ما رأته فعلى ما يبدو إنه على عجلة من أمرهِ

" بخير.. سأذهب لارتدي الملابس"

اجابت بتلعثم رافعة الملابس الى مرآى عيناه قليلاً ليهز أثانيوس رأسه بعدم إقتناع وعيناه تتباعنها حتى إختفت من أمامه

زفر أنفاسه بثقل ليضع كلتا يداه على خصره فهو الوحيد الذي سيجلب موعودته الى مكان الحرب

فجميع الحكام المتبقين حرصوا على أن لا تخرج نساءهم من القصر حتى عودتهم

ولكن قراره ليس بيده فالامور باتت تخرج عن السيطرة والقمر أصبح لونه يتحول تدريجياً الى القرمزي وبداية النهاية قد حانت

لهم أو لاعداءهم .

ولكن كلاً منهم جمع شتات نفسه مُتمسكين بأمل إنتصارهم ليش لاجلهم بل لاطفالهم ولزوجاتهم ولسكان المملكة

....

في مكانٌ آخر حيث يوروتاس الذي كان ينتظر قدوم تينيا على حافة الغابة حاملاً شيئاً في يده ويهز أقدامه بعدم صبر ففي كل يوم تزعجه وتأتي في جميع الاوقات وعندما يريدها تختفي فجأة

اخفض بصره ناحية قدمه مُلاعب ندف الثلج الذائبة بقدمه ليستمع الى صوت خطوات سريعة وانفاس منقطعة

رفع بصره الى الامام ليجد تينيا تقف أمامه واضعة كلتا يداها على ركبتيها لالتقاط أنفاسها لتردف بتقطع

" مرحباً.. تأخرت بسبب والدتي.. مهلاً لماذا ترتدي هذه الملابس ! أذاهبٌ الى مكانٍ ما ؟"،

تسائلت بأستغراب بعدما جالت بعيناها على هيئته

من رأسه حتى إخمص قدمه بملابسه السوداء المددجة بالدروع وتلك الربطة التي تغطي جزءٌ من وجهه

ليس بهدف تغطية تشوهه بل لانها أصبحت جزءٌ منه لا يستطيع من دونها ربما لانه تخلى عن فكرة تغطية ندبات وجهه وتقبل شكله كما هو ولكنه يشعر بالنقص إذا ما لم يضع الربطة حول وجهه

إقترب الاخر منها بعدما قلب عيناه

ليسحب يدها الباردة في كفه الذي يرتدي فيه قفازْ أسود شتوي ليضع الحصان الخشبي الذي كان يصنعه

في راحة يدها

" إحتفظي بهِ.. إنهُ لك، ونعم سأغيب لفترة ما "،

عضت الاخرى على باطن فمها مقلبة التمثال الصغير من بين أناملها

لترتمي بأحضان الاخر شاكرة إياه

" شكراً.. شكراً لك، حقاً لم يسبق لاحدهم إعطائي

هدية قيمة كهذه"، تعجب يورو من كلامها فلماذا ليس لديها رفقة !

والان قد إنتبه على محيطها فلم يسبق له رؤيتها تأتي برفقة أحدهم.

.....

نزلت ڤيولا الى الاسفل وهي تهرول على السلم

بخطوات عجولة لتتباطئ حركتها تدريجياً حالما رأت بوسادين يحتضن هاڤين بقوة غارسٌ رأسه في عنقها وكأنها البحر بالنسبة إليه.. موطنه الاصلي الذي ينتمي منه وإليه

إبتعد عنها ليحمل طفله هاڤرو هامسٌ بعدة كلمات في إذنه وكأنه يهدهده أو يغني له تهويدة ما قبل النوم

جالت ببصرها حول المكان ليقع على آريز الذي كان حقاً في أسوء حالاته وكأن كل غضب العالم قد إجتمع داخله بعيناه التي إزدادت قتامة ليس وكأنهُ طفلٍ بل بالغ بجسد طفل

إتسعت عيناها بدهشة حالما سلط بصره عليها ليقترب منها بخطوات صغيرة تحاكي قصر أقدامه

" فتاةٌ غبية.. وحمقاء ،هل تعلمين بأي تهلكة رميتي فيها نفسك "

انهى جملته صارخٌ في وجهها لتتراجع الاخرى أثر هجومه المباغت لتصطدم بصدر أثانيوس الذي كان واضعٌ كلتا يداه خلف ظهره بعيناه الخاويتين اللتان جالتا حول هذا الكائن القصير

أهذا مفهوم أثانيوس حول الاطفال !

كائن قصير ؟!

" فليأخذ أحدكم هذا المخلوق من أمامي "،

تمتم ببرود مخترقٌ آريز بثقبيه السوداويتين

" أثانيوس ماذا تفعل !، إنه طفل لا تعامله هكذا"،

تمتمت الاخرى ضاربة جانب كتفه بقبضتها ليوليها إنتباهه بعدما سحب الصندوق المربع من على الطاولة

" يحتوي هذا الصندوق على أجزاء الكتاب ستغلقين البوابة فور تحول القمر للونه القرمزي، لا تتأخري في إغلاقها... عديني في ذلك"،

جالت بعيناها على وجهه بعيناه التي ترجوانها وكأن في تأخرها ستقام مصيبة ، اومئت له بتردد في غير متاكدة في نجاحها بهذه المهمة

ربما ستفشل وربما ستفعلها وتنقذ الالاف الارواح .

ولكنها تمقت رؤية الجميع هكذا، واضعين كل آمالهم على عاتقها ونظراتهم الراجية تزيد ثقلا على أكتافها وكأنها تحمل الدنيا فوق كتفيها الهشين

جالت بأنظارها حولهم واحد تلو الاخر بأنظارهم المسلطة عليها ،عقفت حاجبيها وكم ودت أن تصرخ بأن يبعدوا هذه النظرة من عليها

إنها ليست بهذه القوة.. فهي كطير بأجنحة محطمة كيف لهم أن يعتمدوا عليها واضعين ثقلهم فوق أجنحتها المكسورة، تخاف السقوط ليسقط آمال وأحلام البقية معها لتندثر تحت أرض المعركة

هزت كل هذه الافكار السلبية من على رأسها لتهز رأسها الى أثانيوس مرة اخرى بثقة أكبر من سابقها

" سأذهب للحمام قليلاً"،

إبتسمت شبه إبتسامة ليستدير منطلقة بأتجاه الرواق المؤدي الى غرفتهم ، أثناء سيرها إنشغل تفكيرها بالامر كيف ستجابهه لوحدها ،كيف ستغلقه ؟

ماذا لو أخطئت ،ماذا ستفعل ؟!

مئات الاسئلة تدور حول رأسها ،تنهدت بثقل لتتوقف بصدمة حالما وجدت هيدز يقبل أدراستا بهمجية واضعُ يده الضخمة خلف رأسها واليد الاخرى مكوبٌ فيها وجهها الصغير ويبدو كمن سيلتهمها

أغمضت عيناها بسرعة لتنطلق الى الرواق المجاور من دون أن تبعد يداها عن عيناها لتصطدم بمزهرية فخارية إرتطمت على الارض بقوة لتتحول الى شظايا صغيرة

شهقت بعنف تزامناً مع توقف الاثنين عن تقبيل بعضهما البعض محولين بصرهم ناحيتها ليبتسم هيدز حالما رأى تسلل الحمرة الى وجنتيها ليردف بسخرية بغية إحراجها أكثر

" أوه.. والان فهمت سبب عدم إنجابكم الى الان!"،

انهى كلامه بضحكة صاخبة لتضربة أدراستا على كتفه مؤنبة إياه بنظراتها أما ڤيولا التي إنطلقت مهرولة الى غرفتهم من دون الرد او حتى النظر خلفها

لتلاحقها صوت ضحكات هيدز التي تردد صداها في الرواق

وصلت الى غرفتهم بحمرة وجنتيها التي إكتسحت سائر وجهها بالكامل لاعنة تلك الصخرة فلماذا يضايقها في كل مرة يراها فيها

إنمحى خجلها تدريجياً حالما وجدت كراجوس أمامها مُتكئ بظهره على الجدار الذي خلفه بملابس القتال خاصته المتكونة من بنطال بني ودرع صدر قوي

إلتفت إليها حالما شعر بوجودها

ليعتدل بوقفته واضعٌ كلتا يداه خلف ظهره قائلاً بجدية

" ڤيولا أريد محادثتك قليلاً لو سمحتِ"،

اردف بجدية أخافتها لتلتفت هي يميناً ويساراً لعلها تجد أثانيوس ولكن جميع الاورقة فارغة

أعادت بصرها بأتجاه كراجوس لتهز رأسها بالايجاب

.....

في مكانٌ آخر حيث تينيا التي كانت تستند بظهرها على الشجرة حاملة الحصان الخشبي الصغير في يدها لتبتسم إبتسامة حزينة طالقة العنان للئالئها بالنزول من عيناها

رفعت كف يدها ماسحة دموعها لتردف بصوتٍ منكسر " يوروتاس ، يا لك من ساذج"،

انهت جملتها واضعة الحصان الصغير في جيبها لتقف على أقدامها متعمقة أكثر في الغابة حاملة في قبضتها ورقة واحدة مهترئة وسكين تتوسط يدها الاخرى

" لا توجد لدي حياة لامنحك إياها ،فالقرابين سلعٌ مبيوعة"، تمتمت بخفوت محدثة ذاتها بصوتٍ بارد والجمود كسى وجهها وكأنها فتاة اخرى تختلف عن سابقتها

.....

خرج كل الحكام من القصر بملابس القتال خاصتهم كلاً منهم تسلح بكامل قوته ،منهم من حزين على مفارقة طفله المزعج بعد يومٌ من مجيئه لهذا العالم القاسي

ومنهم من حزين على عدم رؤية موعودته لا يعلم إنها مختبئة خلف الستائر تراقبه بعيون تهطل أمطارٌ مالحة ، واثانيوس ذو الروح المنكسرة يصعب عليه رؤية فتاته في خضم هذه الاحداث

يثق كل الثقة بيوروتاس وسيربيرو لحمايتها ولكن قلب العاشق لا يهدأ لثانية واحدة من دون محبوبته

خرجت ڤيولا من القصر ويسير كراجوس خلفها مما أثار ريبة الاخر ليسلط بصره الحاد على كراجوس وكأنه شعر بشيئاً ما خطأ

ليجذب كفها داخل قبضته رافضٌ تركها

ليردف بصوتٌ هامس بينما بصره معلق على كراجوس الذي كان ينظر بشرود الى اللاشيء

" عن ماذا تحدثتم !"، نقلت هي الاخرى نظرها بينه وبين كراجوس لتفهم سبب سؤاله لتقرص قدمها بخفة قائلة " تقاطعت طرقنا عندما خرجت، فقط هذا لا شيء أكبر من ذلك"،

همهم الاخر معتصراً قبضته حول كفها

بعدما وجه نظراته التي جمعت كل برودة نيوبي داخله " الكذب صفة سيئة يا ندفة الثلج، أرجوا أن لا تعتادي عليها"

أخفضت الاخرى رأسها بحرج ليصدح صوت هيدز من خلفهم صارخٌ بأعلى صوته للجموع التي خلفهم

" Ένα μάτι για ένα μάτι και ένα δόντι για ένα δόντι ،

Θάνατος ή απελευθέρωση "

' العين بالعين والسن بالسن ، الموت أو النجاة '

انهى خطابه باللغة الاغريقية خاصتهم رافعٌ مطرقته الى الاعلى ليصدح صوت الجموع من خلفهم مؤيدين كلامه بصوتٌ واحد

إنتفضت على صوتهم لتستدير برأسها ناحيتهم لتتسع مقلتيها برهبة من منظرهم فالجميع وبلا إستثناء مدجج بالدروع حاملين السيوف في أذرعتهم

أما أعدادهم فلا يمكن عدها قد يتعدى الصف الواحد

مئتي رجل والان هي تقف أمام تسع صفوف منظمة

" ماذا يحدث هنا ؟" ، تمتمت بخفوت واقفة بجانب

أثانيوس الذي ضغط على يدها مطمئناً إياها

ليتحرك ساحباً إياها خلفه تزامناً مع تحرك الجميع بادئين مسيرتهم بأتجاه ساحة المعركة

الحد الفاصل ما بين نجاتهم أو دمارهم أجمعين

" إغلقي البوابة ولا تهتمي لكل ما يدور من حولك، لا تفقدي تركيزك ولا تهلعي ، ثبتي تركيزك على الكتاب وحده "، تمتم هيفيستيوس بعدما أصبح يسير معهم بمستوى واحد لتهز الاخرى رأسها بعدم ثقة

فهم يحملونها عبئٌ كبيراً فهي ليست قادرة على فعلها بمفردها ،لا تخاف من الفشل بل تخشى تلك النظرة التي سترتسم على وجوههم ،نظرة الخيبة التي ستملئ أعينهم

أغمضت عيناها محاولة تهدئة نبضات قلبها الخائنة التي تجاوز دقاته العدد الطبيعي متجاهلة كل الأفكار السلبية

مرت الدقائق والساعات وأثانيوس لم يترك كفها حتى إنها شعرت بتعرق يدها ولكنها لم تسحب يدها أو حتى التذمر

بينما هي منشغلة بتفكيرها ترك الاخر يدها لتنظر إليه بتفاجئ من حركته لتنقل بصرها الى حيث المكان الذي ينظر إليه لتجد بصره معلق على يوروتاس ليشير برأسه إليه ناحيتها

ليهز الاخر رأسه بالايجاب متقدمٌ بأتجاههم

" Κράτα το ασφαλές, σε εμπιστεύομαι, μην με απογοητεύσεις "

' إبقيها آمنة ، أنا أثق بك لا تخذلني'

تمتم بلغته القديمة عن عمد محدثاً يوروتاس

الذي هز رأسه بالايجاب ، صحيح إن وجهه مخفي تحت قطعة قماش ولكن العينان تحملان كل المشاعر

فعيناه كانتا واثقتين بأصرار وكأنه يحدث حاكمه بلغة العين وكأنه يخبره بأن يطمئن فلا ضرر سيحدث لها بوجوده

" أثانيوس ،ماذا يحدث لماذا ستتركني"،

تمتمت بعدم فهم ليتقدم الاخر منها مقبلا جبينها هامسٌ بحب " إبقي آمنه من أجلي "

هذا أفضل حل له أن يبقيها بعيدة عن أرض المعركة ولو ببضع أمتار فهكذا سيبعد الانظار عنها

راقبها وهي تبتعد عن أنظاره مولية إياه ظهرها برفقة يوروتاس وسيربيرو الذي كان هو الاخر أنيقٌ بالدروع والملابس الجلدية التي كست جسده الضخم.

....

بعد فترة وصل كلاً من يوروتاس وسيربيرو الى أعلى التل لتنظر ڤيولا الى الاسفل برهبة حيث الارض المسطحة والواسعة من أسفلهم التي ستشهد تربتها على إراقة الدماء فوقها

فهذه كانت فكرة أثانيوس بأبعادها عن الساحة حيث لن تكون مرئية لاحد وأيضاً ستغلق البوابة في الوقت المناسب ولن تتأخر بسبب أحدهم وأيضا من سيفكر بالصعود الى أعلى التل !! فالامر سيكون مضيعة للوقت بالنسبة لهم فحتى لو عرج أحدهم الى الاعلى سيصل متاخراً فقد تكون البوابة قد أُغلقت بالفعل .

" ستغلقين البوابة هنا وبهذا لن يزعجك أحد ،سأكون برفقتك مع سيربيرو طوال الوقت.. لا تقلقي فقد ركزي على التعويذة" ،

هزت رأسها بالايجاب بعدما أبعدت خصلات شعرها المتطايرة من على وجهها واضعة إياهم خلف إذنها

فالهواء هنا أقوى من الاسفل

ضربت نفسها داخلياً على تفكيرها الغبي فبالطبع سيكون أقوى فالتل مرتفع عن الارض يكاد يصل طوله الى طول جبل في عالمها فلو لا الانتقال الآني خاصة يورو لن يستطيعوا الوصول ولو بعد أيام

سلم الاخر جميع أجزاء الكتاب لها لتجلس هي الاخرى على الارض واضعة الاجزاء أمام أنظارها منتظرة اللحظة الحاسمة التي ستغلق فيها البوابة وفي ذات الوقت ستضع طلب كراجوس في عين الاعتبار.

....

راقبت نيوبي الوضع عن كثب في محاولة منها لايجاد أي اثر لوصول كريتوس مع جيشه ولكن عبثاً فالهدوء هو العنصر الوحيد المسيطر على المكان

يقف بالجهة المقابلة لها هيفيسيتوس بمسافة بعيدة جداً في محاولة منه لفهم الوضع فلماذا الهدوء يغلب على المكان ؟!

زم آلفيوس شفتيه بعدم رضى ليضع كلتا يداه خلف ظهره رافعٌ رأسه الى الاعلى غالقٌ عيناه وكأنه الوحيد في الساحة ، لا وجود للاخرين

إستنشق كمية كبيرة من الهواء ليتمتم بهمس بينما ما زال مغلق العينان " رطوبة ،جو مٌحمل بالامطار، و..."

فتح حدقتيه على إتساعهما بصدمة لاعناً بداخله ليصرخ بصوتٌ قوي وصل الى الجميع " إنخفضوا جميعاً "،

اردف تزامناً مع دهشة الاخرين لصراخه الغريب الذي غلب الى المكان لينهمر وابلٌ من الاسهم من الاعلى بسفن خشبية متحركة من فوق رؤوسهم وهي تحلق في السماء

إنخفض الجميع واضعين دروعهم فوق أجسادهم

ليلعن أثانيوس بسخط فلن ينكر مدى خبث ومكر كريتوس ولكنه لم يظنه بهذه الوساخة والدناءة للعب بقذارة هكذا !

وقف هيفيستيوس على أقدامه مبعداً الاسهم عن دروعه محطمٌ إياها بقبضته ليشكل كرات نارية في يده لتتحول هذه النار الى ألسنة أكبر ، وقف آلفيوس بدوره محركٌ الرياح بقبضته صانعٌ أعاصير إلتفت حول النار الخاصة بهيفيسيتوس

مشكلين إعصارٌ ضخم من النار في محاولة منهم لتحطيم السفن التي تحلق فوقهم

في ألجانب الاخر حيث يقف رجلٌ مسن بتجاعيد تملئ طيات وجهه ولحية بيضاء طويلة نسبياً يُراقب بعيناه الاعصار الضخم الذي على وشك تحطيم سفنه


في ألجانب الاخر حيث يقف رجلٌ مسن بتجاعيد تملئ طيات وجهه ولحية بيضاء طويلة نسبياً يُراقب بعيناه الاعصار الضخم الذي على وشك تحطيم سفنه

" أوغاد لا تجيدون فعل شيئاً ما من دوني"

تمتم بغضب وهو يرى تهاوي بعض السفن المحملة بجنوده من السماء

ليس وكأنهم سيلاقوا حتفهم ولكن الامر يُحسب لصالحهم ، " جدوا المفتاح، سمعت بظهوره وتوخوا الحذر فأنها موعودة أثانيوس... ذلك الوغد الصغير ليس بالحاكم السهل"ُ،

قال كلامه الاخير بنبرة خافتة محدثاً نفسه بينما يقف بجانبه مساعده الخاص طوال فترة حكمه

....

تلبدت السماء بالغيوم ليس لمزاج الحكام السيء ولا لقواهم التي أثرت سلبا على الجو بل لبدأ فتح البوابة وتحقق النبوءة

رفعت ڤيولا رأسها الى الاعلى مع تحرك خصلات شعرها بعنف لترى ذلك القرص الابيض الذي يسبح في عرض السماء مع تحول لونه تدريجياً الى الاحمر القاني

رفعت ڤيولا رأسها الى الاعلى مع تحرك خصلات شعرها بعنف لترى ذلك القرص الابيض الذي يسبح في عرض السماء مع تحول لونه تدريجياً الى الاحمر القاني


طرق قلبها داخل صدرها بخوف وكل ما تسمعه هو صوت إلتحام السيوف مع بعضها في الاسفل

لا تعلم هل سيكون أثانيوس بخير ؟

أسيتحقق ما رأته سابقاً عندما كانت في الجناح؟!

" ركزي في الكتاب ولا تدعي محيطك يأثر عليكِ.. أنتِ الان ليس في موقف يسمح لكِ بالتراجع أو التردد"

أتاها صوت يورو حاثاً إياها على البدأ بقراءه التعويذات عسى ولعل القدر يقف بجانبها

...

في الاسفل حيث كراجوس الذي لم يشارك في الحرب كلياً ! بل كان يقتل كل من يأتي ناحيته فهو يقف في بقعته منذ مدة ينتظر إنفتاح البوابة للولوج داخلها لايجاد فلذة قلبه فهذا الامل الاخير بالنسبة له

أما يكون أو لا يكون.

متذكراً ما تحدث بهِ مع ڤيولا في القصر

Flash back

" لا تغلقي البوابة مبكراً"، أمالت الاخرى رأسها الى الجانب قليلاً بعدم فهم فلماذا يطلب هذا الطلب الغريب منها

ألا يرغب الجميع بأغلاقها !

" سأدلف لاخراج زوجتي ومن ثم سأخرج ربما سأتأخر قليلاً في الداخل فالخروج من تلك اللعنة المسماة بالعالم السفلي ليس بالامر الهين "

توقف عن كلامه مدققٌ بتعابير وجهها التي أضهرت الرفض الواضح على محياها ليكمل كلامه قبل أن يسمع إعتراضها

" أرجوك، لا أريد خسارتها ،ضعي نفسك بدلاً عني أكنت ستفعلين ذات الامر !" ، أخفضت رأسها الى الاسفل بتفكير فهو يطلب منها طلبٌ صعب ولكنها في ذات الوقت لا تستطيع رده فحياة شخصين معتمدة عليها

وإن حدث شيء ما لاثانيوس مشابه لما حدث مع كراجوس فبالتأكيد ستساعده .

رفعت رأسها إليه مجدداً لتقول بصوتٌ حاولت جعله ثابتاً "إذن فلتسرع فأنا لا أثق بقدراتي كلياً"،

End flash back

...

في الاسفل حيث بوسادين الذي كان يُقاتل بأستماتة ليس وكأن خصومهم بتلك القوة ولكن عددهم الكثير أرهقه وقوتهم محدودة وهذا ما يخشاه بالتحديد

فكل ما يدور في رأسه إنهاء هذه المهزلة للعودة الى موعودته وطفلهم الجديد

يريد أن يشهد على جميع مراحل نموه وأن يحتضنه ويكون معه في أول خطوة يخطيها وفي أول مرة يتكلم فيها ،يرغب بالعيش أطول مع هاڤين

كون في قبضته كرة كبيرة من المياه جاعلاً من الاخرين يغرقون بها لتأتي نيوبي من خلفه مجمدة كرات المياه مع تجمد من داخلها

" كراجوس إنتبه خلفك"، صرخ هيفيسيتوس

بعلو صوته منبهاً الاخر ليستدير كراجوس بسرعته شالاً أوصال الرجل بقوته ليسقط على الارض صريعاً

لينقل بصره بعدها باحثاً عن البوابة فيجب عليه الدخول إليها الان لاخراج فتاته من الداخل وإذا تأخر قليلاً سيُحبس في الداخل هو الاخر

إستدار الى الخلف لتتسع مقلتاه حالما رأى بوابة ضخمة بنورٌ قوي طغى على المكان

أشبه ببواية مؤدية الى النعيم لا الهلاك

حسناً ليس هذا ما توقعه !!

هرول ناحيتها بكل سرعته متجاهلاً من حوله

غير عابئاً بما سيفعله والده ببقية الحكام فكل واحدٌ منهم لديه هدفه من هذه الحرب ، أسواء كان السلام أو القوة أو الحصول على بعض التحالفات

أخذ نفساً عميق ليضع أول خطواته داخل العالم السفلي تحت أنظار الاخرين منهم من يلعنه ولم يكن سوى أثانيوس الذي كان قلق حيال ڤيولا

سحب صولجانه الى الاعلى مستدعياً الظلام من كل أنحاء المملكة لتتشكل سحابة سوداء ضخمة فوق رؤوسهم وبالتحديد فوق أثانيوس الذي أصبح جسده شبه سراب متخللاً مع سحابة الظلام ليشارك هو الاخر في القتال

ففي هذه النقطة ستصبح الاوضاع اسوء خوفاً من خروج أحد اللعناء من العالم السفلي فالذين يمكثون داخل تلك اللعنة ليسوا بالهينين فكل واحد منهم تسبب بقتل المئات وقتلهم لم يكن بالامر السهل

فما بالك لو إجتمعوا الان جميعهم !!

سيكون الامر أشبه بوضع الجحيم على الارض

نقل أثانيوس بصره لإيجاد كريتوس وتلقينه درساً

فهو أكثر من يجيد تلقين الاباء ووضعهم على الطريق الصحيح او ربما قتلهم

إختفى من بقعته ليظهر مجدداً أمام كريتوس بمسافة لا بأس بها ، إبتسم الاخر لتظهر أنيابه البيضاء وإرتفعت زاوية فمه قليلاً مشكلة عدة تجاعيد على محياه

" أثانيوس ذو القبضة الدامية"،

تمتم بنبرة أجشة لينقل الاخر بصره حول محيط كريتوس حيث جميع رجال جيشهم واقعين أرضاً بأعين مفتوحة على إتساعها وكأنهم رأوا أسوء كوابيسهم أمامهم

" لنعقد إتفاقٌ ما رأيك؟" ،

جذب إنتباهه صوت كريتوس لينظر إليه محاولاً معرفة ما يصبوا إليه ،

" إنظم لي وستحصل على كل القوى.. قصور في جميع أنحاء الممالك، محضيات.. سنصبح الأقوى وسنحكم لامدٌ طويل" ،

إقترب أثانيوس منهٌ وهو يسير فوق ارض متعرجة بتربة مغطاة بالدماء حيث لا يصل الى مسامعه سوى صوت إلتحام السيوف ببعضها البعض من بعيد

لينخفض بطوله ناحية إذن الاخر ليهمس بنبرة باردة وكأنه تقمص شخصيته الدموية السابقة التي ظهرت عندما قتل والده

" تبدو فكرة جيدة ولكني لست مُهتم"،

أنهى كلامه تزامناً مع رفعه لصولجانه ناحية جسد الاخر الذي صد ضربته بسيفه الحديدي حيث كان ممسكٌ به بيد واحدة

" هناك فارق كبير بيننا.. لا تظن إنك تستطيع هزيمتي بمثل قواك" ،

إبتسم أثانيوس بجانبية بعيناه الحادتين

ليصرخ بصوت قوي " آلفيوس ،الان" ،

اردف ليضرب بصولجانه على الارض بقوة متسببة بتشقق القاع على شكل متعرج وكأن زلزال أصاب المنطقة

ليخرج الظلام من بين شقوق الارض مع عاصفة الهواء التي أرسلها ألفيوس ليتكون إعصارٌ آخر

إجتاح المكان ليغطي السراب المكان بسبب نشر الهواء إليه حتى أصبحت المسافات البعيدة غير مرئية

ليخرج الظلام من بين شقوق الارض مع عاصفة الهواء التي أرسلها ألفيوس ليتكون إعصارٌ آخر إجتاح المكان ليغطي السراب المكان بسبب نشر الهواء إليه حتى أصبحت المسافات البعيدة غير مرئية


ليهرول كلاً منهم مستغلين الرؤية المنعدمة مقاتلين بسيوفهم لتراق الدماء اللزجة على الارض متطايرة من حواف سيوفهم الحادة لتتلطخ قبضاتهم بالدماء

لتصبح يد أثانيوس حمراء بالكامل أثر الدماء ليصبح لقب القبضة الدامية مطابق لهُ تماماً فهو أكثر من يحب توسيخ جسده بدماء أعداءه أثناء القتال دلالة على إنتصاره لا أكثر.

إرتعدت السماء بصوت البرق الذي طغى على أنحاء المكان معلناً عن هطول الامطار ، رفعت نيوبي رأسها الى الاعلى لتبتسم إبتسامة جانبية فهي أكثر من تجيد إستغلال الظروف لصالحها

فالان ستجمد قطرات المطر ومن ثم ستقذفها بقواها على الاعداء لتصبح كالاسهم حادة وقاتلة وبهذا قد إخترعت سلاحٌ دائمي

رفعت كلتا يداها ناحية السماء بعدما شعرت بتبلل جسدها بالمطر لتضم قبضتيها بقوة تزامناً مع تحول المطر الى بلورات ثلج حادة برؤوس مدببة لترسل إياهم ناحية خصومهم اللامتناهيين

.....

في مكانٌ آخر حيث تلك الغابة التي توشحت باللباس الاسود لتصبح طرقاتها مظلمة بفعل الجو الكئيب

تتوسطها تينيا جالسة على الارض ممسكة بالورقة الباليه من بين أناملها وهي تردد بعض المفردات الغريبة مراراً وتكراراً واضعة التمثال الخشبي الصغير جانباً

بينما ترقد السكينه أمامها تنتظر دورها لانهاء الامر

.....

صد بوسادين ضربة كريتوس برمحه فلا توجد خامة معينة تضاهي قوة ما صُنع في أعماق البحار ،

ثبت أقدامه على الارض بقوة وكلاً منهما مقابلاً للاخر بأسلحتهم التي إلتحمت ببعضها البعض بجهات متعاكسة

" لا يمكنك هزيمة رجلٌ مسن عاش أضعاف عمرك وقاتل المخضرمين من قبلك" ،

قهقه بوسادين بسخرية ساحباً رمحه بقوة ليردف بغرور بعدما قلص عيناه لتتجعد الندبة التي تتوسط جفنه الايمن

" ولا يمكنك هزيمة من إستطاع مجابهة عالمٌ قوي وقاسي كالبحر" ، انهى كلامه ملوحٌ برمحه الى السماء بحركة دائرية مستمرة ليُثار البحر من جانبهم بأمواجه التي أصبحت تتضارب بقوة

مولدة فيضانٌ إكتسح الساحة .

عند أثانيوس الذي كان هو الاخر يُقاتل بكل ما لديه من قوة بصدره الذي يعلو ويهبط بعنف وخصلات شعره الفحمية المبتلة التي إلتصقت على جبينه

وينظر في كل فينة واخرى الى أعلى التل

ينتظر بفارغ الصبر إغلاق ڤيولا للبوابة يتسائل بداخله عن سبب تأخرها الى الان !!

فقد تأخرت وأصبح المسجونون داخل العالم السفلي يخرجون شيئاً فشيئاً والامور أصبحت تسوء فكل من سيخرج لن ينظم الى جانبهم بالتأكيد

.....

سلط يوروتاس بصره على ڤيولا التي كانت تُردد بعض المفردات الغريبة وقد قرات أربعة أجزاء وتبقى إثنين لاغلاق البوابة نهائياً ولكن ما لفت إنتباهه تباطئها أثناء قراءتها للمفردات وكأنها تنتظر شيئاً ما

بينما يجلس سيربيرو بجانبيها واضعٌ رأسه الثقيل في حضنها بدروعه الانيقة التي تُزين مقدمة رأسه محيطة بأذنيه وباقي جسده

.....

يقف هيفيستيوس أمام آرياس .

صديقٌ قديم ! لا ينبغي بنا تلقيبه بالصديق

فهو من عاش وترعرع معه منذ الطفولة ، تربى وتبارزا معاً ، حتى أصبحت قواهم مقاربة لبعضهما البعض

ليأتي اليوم التي إكتشف فيها هيفيستيوس خيانته لهُ بمحاولة قتله لهٌ لاخذ منصبه ليتم تنفيذ الحكم

عليه بقتله بسيفه فلن يكون هنالك أشنع من قتل المرء بسلاحه

" مرحباً يا صاح " ، تمتم آرياس متكئاً بجسده على سلاحه فهو أحد الذين خرجوا من العالم السفلي

ليكمل كلامه بسخرية

" نلت مني في المرة الاولى والان حان دوري " ،

إخفض هيفيستيوس كتفاه بتعب فقد تحمل رؤية صديق طفولته يموت في المرة الاولى ولكن لا يمكنه فعلها في المرة الثانية !!

هذا صعبٌ جداً عليه.

حمل سيفه ليقف بوضعية القتال ليصرخ آرياس متقدمٌ ناحية الاخر رافعٌ سيفه الى الاعلى موجهاً ضربة قوية الى الاخر الذي صدها بسرعة بواسطة سيفه

" إعتدل في وقفتك وإبسط كتفيك عندما توجه لأحدهم ضربة" ، تمتم هيفيستيوس بقهر دافعٌ الاخر الى الخلف بقوة ليستعد مرة اخرى بذات الوقفة

" لا تخبرني ماذا أفعل وما لا أفعل.. فقط إصمت"

صرخ بهِ شاداً بقبضته حول السيف ليبارز صديق دربه السابق بأستماته وكل ما يدور في مخيلته قتله كرد إعتبار لما حدث في المرة الاولى

بعد عدة مضاربات وتلويح السيوف وإرتطامها ببعضها البعض مولدة شرارة ذهبية صغيرة على حافة السيوف تراجع الاثنين يلهثان أنفاسهم بتعب

إحداهم خرج من التهلكة للتو بجسد متعب ومهاراتٌ

رديئة ، والاخر تعبه النفسي غلب على تعبه الجسدي

ففي السابق قضى خسمون عاماً ينعي لرحيله ولكن يجب على العدالة أن تُطبق فالخائن مكانه الجحيم

ولكن الان كيف سيفعلها !!

كيف سيقتله ؟ وإن لم يفعل هذا يعني شيئاً واحد هو موته ، وبهذا سيترك روديا خلفه مع آريز والى الان لم يكسب تسامحها ولم يعش حياته كما ينبغي

يقف الان بين نارين أحدهما أشد حرقة من الاخرى

من بين قتل رفيق دربه للمرة الثانية ومن بين مفارقة موعودته وإبنه

صرخ بقوة مُنفساً عن قهره حتى تصدع وجهه بعروقٌ حمراء برزت من تحت جلده ،بعينان دامعتان تسللت داخلهما بعضٌ الشعيرات الحمراء ،ليرفع سيفه مكملاً قتاله مع آرياس فأحداهما سيموت على هذه الارض

.....

سقط بوسادين على الارض مُمسكاً بجانب كتفه الذي تم غرس سيف كريتوس فيهِ ، ليضع الاخر قدمه على جسده ساحبٌ سلاحه من كتف الاخر

"القاعدة الاولى لا تسخر من خص... "

لم يكمل كلامه بسبب إرتطام صخرة كبيرة بجسده أردته على الارض ليهرول هيدز ناحية بوسايدن ساحبٌ إياه ليجعل جسد الاخر متكئاً على صخرة

حسنا فطعنة في الكتف لن تقتله ولكن ستأثر بالتأكيد عليه أثناء القتال ولن يُقاتل بالطريقة الصحيحة

لينهض بطوله لمقاتلة هذا العجوز فلن يخرج من هنا حيا ما لم يقضي على هذا الخائن فأما الموت او النجاة .

سار ناحية كريتوس بأقدامه التي تنغرس في الوحل بسبب الامطار التي بللت الارض ليصبح من الصعوبة

السير فوقها من دون أن تنغرس أقدامهم فيها

لوح بمطرقته ليرميها ناحيتها كريتوس لتصطدم بصدره تماماً لترديه أرضاً ،أمسك كريتوس صدره بوجهٌ منعقف بألم يكاد يقسم بأن أظلاعه تحطمت

علا صوت تنفسه لينهض مرة اخرى على أقدامه ولكن بتردد فقضاءه على حاكم واحد ليس بمستحيل أيا كان منهم، ولكن من الصعب فعلها مع حاكمين هنا تكاد تكون فرصته منعدمة تماماً

فبالاخص هو يقف الان امام حاكم ذو قوى تدميرية وقتاله سيكون عن بعد عكس بوسادين ،

أرسل هيدز صخرتين ناحية الاخر ولكن بجهات معاكسة ليتصدى الاخر لها بسرعة مُحطمٌ إحداهن بسيفه ليتخطى الاخرى بسرعته

" لماذا لم تغلق ڤيولا البوابة الى الان !" ،

صرخ هيفيستيوس بعلو صوته نحو أثانيوس الذي كان يلهث بأنفاسه وبصره مُعلق على أعلى التل

بقلق فماذا تنتظر الى الان !!

فالامور تزداد سوءٌ بخروج المزيد من الفانين من العالم السفلي وكلما تأخرت في إغلاقها يعني زيادة أعداءهم

......

عند ڤيولا التي كانت تحاول قراءة الحروف بعدما قربت الكتاب من وجهها بسبب الظلام الذي كسى المكان

حيث كانت مُمسكة بالجزء الاخير الذي فيه سيتم إغلاق البوابة نهائياً لا تعلم هل خرج كراجوس أم لا !

ولكنها ستغلق البوابة الان بسبب تأخرها عليهم

فيجب عليه أن يكون قد خرج الان

إستمرت بترديد الجُمل بصوتٌ خافت يكاد يُسمع

لتنزلق قطرة دماء من أنفها على الورقة البالية مُلطخة إياها ،أخفضت الكتاب واضعة إياه في حجرها مُتلمسة أنفها بأصبعها تزامناً مع تحرك يوروتاس بأتجاهها

" ڤيولا، هل أنتِ على ما يرام ؟" ،

انهى كلامه واضعٌ قطعة من القماش على أنفها لتهز الاخرى رأسها بالايجاب ناحيته لتكمل قراءة الكتاب تحت انظار يورو القلقة فماذا لو حدث لها شيئاً !

لن يستطيع مواجهة أثانيوس مجدداً والوقوف في وجهه .

.....

ضغط بوسادين بكف يده على كتفه المُصاب لينظر الى السماء من فوقه ليغمض عيناه مُستمتعٌ بتساقط حبات المطر على وجهه جاعلة من خصلات شعره تلتصق على جانبي وجهه مع تلطخ وجنته بالوحل المتطاير بسبب هرولة الاخرين من حوله

ليُراقب هيدز من بعيد وهو يُقاتل كريتوس بشراسة وكأن لا غدٌ له ، بقواه التي صار يستخدمها بأفراط لتحريكه صخورٌ ضخمة في آنٍ واحد ،

ولاحظ إرهاق ذلك العجوز اللعين في القتال ،فنصف طاقته الروحية إستنفذت في قتاله مع بوسادين ،

إبتسم بجانبية ليتكئ برأسه على الصخرة من خلفه

مُستمتعٌ بما يراه وكأنه يشاهد فيلمٌ

إتسعت إبتسامته الخبيثة حالما رأى تقدم أثانيوس بصولجانه ناحية كريتوس ليقف خلفه مباشرة بصدره الذي يعلو ويهبط بسرعة وخصلات شعره الفحمية المنسدلة أمام عيناه التي تُقطر ماءاً

بوجنته المخدوشة جاعلاً من الدماء تخرج منها وكأنها وجدت منفذ للتحرر ، رفع أثانيوس صولجانه

الى الاعلى مُستدعياً قوى الظلام خاصته من كل بُقاع المكان مستغلاً إسوداد المكان بفعل تغير المناخ

ليطوق جسد كريتوس به سالبٌ إياه يداه وقدماه مُثبتاً إياه بالارض لتسنح الفرصة لهيدز الذي سحب رمح بوسادين المُدبب من الارض مُهرولٌ ناحية كريتوس

ليغرس الرمح في صدره تزامناً مع إطلاق الاخر لصرخة دلالة على تألمه ،أغمض بوسادين عيناه ليتمتم ببضع الكلمات لتخرج شفرات صغيرة وحادة من داخل الرمح مُقطعة داخل كريتوس الى أشلاء

لتصبح نسبة نجاته صفرٌ بتواجد ثلاث حكام ضده

سحب أثانيوس سيف كريتوس ليقطع عنقه بسيفه الحاد لتتطاير الدماء عليهم

منهم من تلطخت ملابسه بالكامل ومنه من تلطخ سائر وجهه ليصبح أحمر اللون حيث لم يدم طويلاً بسبب مياه المطر الذي سارع بغسل أجسادهم

" لم ينتهي الامر بعد" ،

تمتم هيدز ببصره المسلط على جسد كريتوس المُلقى أرضٌ ليوجه بصره ناحية أثانيوس ليجده مُنغشل بالنظر الى أعلى التل

......

سقط هيفيستيوس على ركبتيه بسبب الجرح العميق الذي يتوسط ظهره بفعل صديقه الذي يقف أمامه بسيفه التي تسللت منه الدماء من على حافته نزولاً الى الاسفل

أغمض عيناه ببطئ ليسقط كامل جذعه العلوي على الارض المُبللة لينغمر نصف وجهه في الوحل ،فتح عيناه ببطئ وتعب حيث تمكن الارهاق من جسده لتصم إذناه عن سماع الضوضاء العالية من حوله

حيث أصبح لا يرى سوى تلك الاقدام وهي تهرول من هنا وهناك بالاجساد التي تتهاوى أرضاً ، إبتسم بخفة حالما تذكر روديا وذلك المكتوب الصغير الذي تركهُ لها

" أيموت الانسان وهو على قيد الحياة ؟! نعم يفعل، عندما أرى نظراتك الكارهة لي ،الخائفة كوحش يقف أمامك ، تمنيت أن نكون عائلة صغيرة ولكن على ما يبدو ان هذه الامنية صعبة التحقيق ،إذا عدتُ سالماً من المعركة سأحرص على أن نكون هذه العائلة وإذا لم أعد فأنا أدفع ثمن أخطائي "

تذكر مكتوبه لتبهت إبتسامته شيئاً فشيئاً مع إنغلاق عيناه

......

" من المفترض أن تُغلق البوابة الان! "،

تمتمت ڤيولا بتعجب حالما أنهت الجزء الاخير من الكتاب بصفحته الملطخة بدماء أنفها ،

عقد يوروتاس حاجبه بأستغراب تزامناً مع تلطخ الورقة بأكملها بالدماء القرمزية ولم تكن هذه الدماء خاصتها بل دماء تينيا القربان الذي وضعها والدها حالما أبتكر الكتاب ودونه بخط يده

ليضع إبنته الوحيدة قُربان لهٌ ،تراجعت ڤيولا الى الخلف بخوف من غرق صفحات الكتاب بالدماء ،

لتنزل قطرتي دم من أنفها مرة اخرى ،رفعت أصابعها متلمسة أنفها رافعة رأسها الى الاعلى حالما رأت تزايد هطول الدماء من أنفها ،

زمجر سيربيرو بقوة واقفٌ على أقدامه بشعر جسده الذي وقف كالشوك ، إقترب يوروتاس منها بقلق ليردف

" ڤيولا ماذا يحدث لكِ؟" ،

تمتم بهلع حالما رأى إختفاء أجزاء من جسدها وتشوشه ،أخفضت الاخرى بصرها ناحيته بأستغراب لتنظر الى ما ينظر إليه حيث يداها اللتان صارتا تختفيا وتظهران مجدداً

رفعت رأسها بخوف لتقف على أقدامها

" يوروتاس ماذا يحدث لي؟! ، أنا خائفة" ،

تمتمت بهلع لتلاحظ إنغلاق بوابة العالم السفلي

تزامناً مع خروج كراجوس منها حاملٌ موعودته من بين يداه مطوقٌ ذراعيه حولها كالاغلال يخشى أن تختفي مرة اخرى وتتركه لوحده يصارع هذا العالم الغير عادل

" سموك ،قفِ في مكانك سأذهب لاستدعاء الحاكم" ، تمتم يورو ماداً كلتا يداه الى الامام

في محاولة فاشلة لتهدأتها

إستدار تزامنا مع زمجرة سيربيرو بقوة وعدة مرات حالما إزداد تشوش جسدها إستدار يورو برأسه إليها ليراها تختفي من أمامهم تماماً وكأنها لم تكن.

.....

إنتهت الحرب من بين قتيل وجريح ،

يضغط هيدز بكف يده على جرح بوسادين بقوة طالبٌ المساعدة ، بينما بوسادين الذي كان يفكر في داخله بأن كف هذه الصخرة كافياً لتوقف تدفق الدماء من ذراعه

.

.

.

يقف يوروتاس امام أثانيوس الذي كان يبحث في وجهه عن سبب عدم رؤيته لفتاته ، مد الاخر الكتاب المُلطخ بالدماء بالكامل بأوراقه التي لامستها قطرات المطر لتتحول الى اللون الاحمر هي الاخرى

" ما..ماذا حدث؟! أين فيولا لماذا لا أراها"، تلعثم أثانيوس بنبرة خافتة

لا يريد سماع الاتي " أنا آسف لقد إختفت من أمامي لم أعرف ماذا أفعل... أو ماذا يحدث" ،

مسك أثانيوس الكتاب من بين يداه بأصابع مرتجفة ،لتتسع حدقتيه برهبة وخوف يعيشه لاول مرة بعد مئتي عام

إتسعت مقلتاه ليهبط على الارض بأقدامه التي لم تعد تحملانه ليشهق بقوة كمن سُحبت روحه من داخله ،سقط الكتاب أمامه ليجعد أوراقه بقبضته

مُطلقٌ صرخة قوية تنم عن النار المستعرة التي صارت تأكل بقلبه

غير عائباً بالمطر أو الوحل الذي لطخ هندامه

باكياً أمام الاخرين لاول مرة في حياته اللعينة التي عاشها ،مُجعداً الكتاب بقبضته .

وفي الجهة الاخرى حيث كراجوس الذي كان جالسٌ على الارض ويهدهد بموعودته التي أخرجها للتو من الهلاك ليشهق ببكاء وعدم تصديق

فبعد مرور مئة عام ها هي تعود الى أحضانه مجدداً

إحتضنها واضعُ رأسها مجدداً في عنقه ليرفع رأسة الى السماء تزامناً مع علو صوته بالبكاء كالطفل الذي كان يبحث عن والدته وسط كومة من الغرباء

غير عائبٌ هو الاخر بأي حوض دماء يجلس بسبب إمتلاء الحفر باللون الاحمر والمطر الذي ما زال يطرق فوق التربة المبتلة من دون كلل أو ملل

في الجهة المقابلة حيث هيفيسيتوس الذي نالالتعب من جسده كلياً فالناظر إليه سيقول إنه هُزم ولكن تعب روحه أكبر من جسده مما جعله يسقط بسرعة فضربه واحدة أردته أرضاً


في الجهة المقابلة حيث هيفيسيتوس الذي نال

التعب من جسده كلياً فالناظر إليه سيقول إنه هُزم ولكن تعب روحه أكبر من جسده مما جعله يسقط بسرعة فضربه واحدة أردته أرضاً

يضغط مساعده على جرحه الذي يتوسط ظهره طالبٌ المساعدة من المقاتلين الاخرين لحمله لاخضاعه للعلاج العاجل

في تلك الساحة التي شهدت على قتالٌ شرس فقد فيها الكثير أحباءهم وتعرض الكثير منهم لجروح بليغة قد تودي بحياتهم من بين أصوات البكاء والعويل ومن بين تضارب أقدامهم على الارض

يهرلون لانقاذ حياة شخصٌ او ربما إثنان

وجد أحدهم عزيزه وفقد أحدهم آخر وكأن القدر يسخر منهم مقايضاً روحٌ بروح اخرى ،لا حل آخر غير هذا .

يتبع....

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-