القائمة الرئيسية

الصفحات

البريئة و الوحش _16

وصف الرواية:
عفراء ..فتاة تحملت المسؤولية بعد موت والديها و شقيقها الصغير في حادث سيارة و تربت هي و شقيقتها الصغرى على يد جدتها... [عرض المزيد]
عرض فصول رواية : البريئة و الوحش
تأليف : Emy

 

 كان جالساً في مكتبه و منهمك في العمل عندما انقطع تركيزه على طرق على الباب
 "تفضل" 

دخلت سميرة
 "الاستاذ مروان وصل" 

"دعيه يدخل" 

خرجت سميرة ثم عادت مجدداً مع مروان الذي سلّم على سلطان "السلام عليكم" 

نهض سلطان
 "و عليكم السلام،، تفضل حياك الله" 

تحرك سلطان من كرسيه و جلس على احدى الكراسي امام مكتبه بعدما جلس مروان على الكرسي المقابل له وهو يقول
 "شكراً على الوقت الذي خصصته لي ، اعلم انك منشغل" 

"لا بأس،، لست منشغلاً الى هذه الدرجة"

"سأدخل في الموضوع من غير مقدمات،، هل فكرت بما قلته لك" 

انحنى سلطان للامام قليلاً
 "الذي فهمته انكم خصصتم حلقة ستتحدثون فيها عن رواد الاعمال الشباب" 

" نعم" 

سلطان باهتمام
 "و ما نوع الأسئلة؟"

"سأرسل لك قائمة الاسئلة حتى تحضّر نفسك للاجابات" 

استرخى سلطان في الكرسي و هو يضع اصابعه على ذقنه ثم اعتدل "حسناً،، ارسل لي الاسئلة على البريد الالكتروني سأراجعهم ،، و بالطبع استطيع ان امتنع عن الرد على بعض الاسئلة!!"

"بالطبع، يمكنك ان تشطب الاسئلة التي لا ترغب بالبرد عليها،، لك حرية التصرف" 

"حسناً"

"اممم،، لا اريد اخذ المزيد من وقتك" 
ثم نهض و هو يمد يده لمصافحته
 "شكراً يا استاذ سلطان على موافقتك للظهور في البرنامج" 

نهض سلطان معه وصافحه
 "عفوا،، اذا سيتأثر الجيل الجديد بعد هذه الحلقة،، فانا اكثر من سعيد في المشاركة" 

رافقه سلطان حتى المصعد و ودعه ثم عاد لمكتبه و انغمس في العمل مثل كل مرة
***********************
بعد اسبوع 

كانت عفراء تقلب قنوات التلفاز ثم توقفت فجأة و هي ترى سلطان في برنامج حواري

لم تسطع التصديق و هي ترى من يجلس امامه فشهقت فجأة
 "لا،،، ليس مروان الحقير!!!!" 
ثم نظرت الى سيف الذي كان جالساً على الارض يلهوا بلعبه فنزلت اليه و عانقته بقوة و جسدها كله يرتجف وبدأت بالهذيان بهستيرية "لن يأخذك مني،، لا احد سيأخذك مني" و ظلت تكرر نفس الكلام و بدأت بالبكاء و هي تتخيل الموقف اذا ما طالب مروان به ماذا ستفعل!! بالتأكيد ستنهار 

نظرت الى سيف و حاولت طمأنة نفسها 
"انه لا يعلم بوجودك؟" 
هزت رأسها 
"لا يعلم لا يعلم ،، هو حتى لا يعلم ان عهود ماتت" 
ثم عانقت سيف الى حضنها بقوة و لم تشعر بنفسها ان عناقها خنقه حتى بدأ بالبكاء 
ابعدته عند حضنها و مسحت دموعها و نظرت اليه 
"اسفة يا حبيبي ،،اسفة جداً،، خالتك لم تكن تقصد" 

استطاعت ان تهديء من روعها ثم اخذت نفساً عميقاً و اكملت متابعة البرنامج
 "هل من المعقول انهما يعرفان بعضهما؟؟" 

شعرت عفراء بالخوف ،، خوف ان يأتي يوم و يطالب مروان بابنه حالما يعلم بوجوده 
نقلت نظراتها الى سيف مجدداً
 "نجوم السماء اقرب له،،لن اتنازل عنك ابداً ،، انت ابني و انا امك و ليس لنا غير بعضنا،، فهمت" 
عانقته برفق و حنان و قالت وسط دموعها
 "هل فهمت ام لا؟؟!،،، انت تنتمي لي انا فقط"

مسحت دموعها حالما سمعت صوت الباب فوضعت سيف على الارض و بدأت بترتيب المكان حتى لا يرى وجهها.
توقفت فجأة عندما نظرت الى حذاءه و هو واقفٌ امامها فاعتدلت في وقفتها ببطء و هي تعيد خصلة هاربة وراء اذنها. 

ابتسمت بحرج امام وجهه القاسي
 "اسفة لم اكن اعلم انك ستعود الآن، عادةً انظف قبل ان تعود" 

انتبه لعينيها المنفوختان و تجاهلها
 "من الجيد انكِ اصبحتي تعرفين حدودكِ" 

نظرت له بقهر و هو يتجاوزها ثم ضغطت على نفسها و تركت مشاعرها على جنب و نادته قبل ان يدخل الى غرفته و سألته بتردد "هل ،،،، اممممم،،،، هل تعرف مروان؟" 

استدار و هو يعقد حاجبيه
 "لماذا تسألين؟" 
ثم نظر ناحية التلفاز 
"لا، لا اعرفه" 
شعر بالغرابة عندما رآها تتنفس براحة و نظر لها بتمعن و سألها بنبرة ثقة
"ولكن انتي تعرفينه أليس كذلك؟" 

كانت على الارض تجمع لعب سيف و تجمدت فجأة عندما سألها 

 سمعت صوت خطواته وهو يقترب منها عندما ظلت صامتة ثم شعرت بالألم في ذراعها عندما امسكها و رفعها الى مستواه و كرر سؤاله بغضب
 "انتي تعرفينه أليس كذلك؟" 

حاولت التحرر من يده و لم تستطع
"اترك يدي يا سلطان،، انت تؤلمني" 

شدها ناحيته بشكل اقوى و هو يتجاهل رجاءها
 "تكلمي،، تعرفينه؟" 
ثم صرخ بطريقة مخيفة عندما لم ترد
 "تكلمي؟" 
صمت هو الآخر عندما نظر الى دموعها فنقل نظره بينها و بين سيف و هو يحاول ان يجد تفسيراً منطقياً لردة فعلها ثم دفعها فوقعت على الكرسي
  "مروان والده أليس كذلك ؟؟!" 

رآى نظرة الرعب في عينيها و هي تنكر بهستيرية
 "لا،، لا،، مروان ليس والده ،ليس والده"

نهضت من الكرسي و حملت سيف من الارض و عانقته و هي تهزه بعدما بدأ بالبكاء من صراخ سلطان ثم قالت بهدوء مفاجيء
 "سيف ابني انا فقط،، انا فقط" 
كانت تبدو كما لو كانت تحاول اقناع نفسها اكثر من اقناعه هو

نظر لها سلطان و هو يشعر بالضياع ثم غادر الشقة و صعد الى سيارته و اتجه الى البحر
 اوقف سيارته قرب الشاطيء و ترجل من السيارة ثم ذهب الى مقدمة السيارة و اسند جذعه عليه و هو يعقد ذراعيه امام صدره و استرجع ما حدث قبل قليل
"هل من المعقول أن مروان والده الحقيقي؟؟ يجب أن أتحرى عن الأمر لأن إذا كانت تكذب!! فما تفسير ردة فعلها الغريبة؟" 

استدار و صفع غطاء المحرك بقوة بيديه الاثنتين
 " اللعنة اللعنة" 

استجمع افكاره و عاد الى سيارته و توجه لفندقه و ذهب الى جناحه
 استبدل ملابسه ثم قذف بنفسه على الفراش و ظل يفكر للمنحنى الذي يتجه له حياته و كيف بدأ كل شي 

قطعت رنة هاتفه حبل افكاره فنظر الى الشاشة لعدة ثواني قبل ان يجيب
 و همس لنفسه
 "لابد انها تشعر بي مثل كل مرة"
اجاب
 "ألو" 

"ألو ،، سلطان،،، كيف حالك يا بني؟" 

قال رغم الألم الذي بدأ يتصاعد في راسه
 "انا بخير،، انتي كيف حالكِ و حال اخوتي؟" 

"انهم بخير مشتاقين لك يا حبيبي،،، لماذا لا تأتي لزيارتنا؟" 

صمت قليلاً عندما اشتد عليه الألم
 "ان شاءالله سآتي؟ امي"

"نعم يا قلبي" 

"اشعر بالتعب قليلاً و احتاج الى الراحة" 

شعرت امه بالخوف
 "ما بك؟؟ هل يؤلمك شيء؟؟!"

كذب
"لا ،، فقط عملت كثيراً اليوم ،،، فقط اريد النوم" 

قالت امه رغم عدم ارتياحها
 "حسنا ،، اهتم بنفسك ،، تصبح على خير" 

"تصبحين على خير" 

اغلق هاتفه ثم صرخ من الألم و نهض بصعوبة من السرير و هو يمسك بصدعه و بحث عن دواءه في جيب ثوبه الذي كان يرتديه ثم وجده و شربه و عاد للسرير ونام من غير ان يشعر حالما وضع رأسه على الوسادة 

في هذه الاثناء، لم تكن امه تشعر بالراحة فاتصلت على ابن اختها الذي يبلغ من العمر 19 عاماً و طلبت منه المجيء لرؤيتها

بعد 10 دقائق 

 "ماذا يا خالتي!"

"اريدك في خدمة يا عبدالله"

"اطلبي و لا يردك شيء" 

"سلطان"

نظر لها بغرابة
"ما به سلطان؟" 

"تكلمت معه قبل قليل و لم بعجبني وضعه و اريدك ان تذهب الى شقته لتراه" 

اومأ رأسه
"حسنا و لكن لا املك عنوان شقته"

"سأرسل لك العنوان الى هاتفك" 
ثم اخرجت مفتاحاً من جيبها و اعطته
"وهذا مفتاح الشقة اذا لم يفتح لك الباب" 

شعر بالتردد و هو ينظر الى يدها و قال بتوتر 
"ألن يغضب اذا وجدني في شقته"

"لا يهمني،، انا فقط اريد الاطمئنان عليه ،،من فضلك خذ المفتاح و اذهب"

اخذ منها المفتاح باستسلام 
 "حسنا،، سأذهب الآن" 

"رضي الله عليك،، طمئني عليه عندما تراه"

"بالتأكيد سأفعل"
غادر عبدالله وتوجه لشقة سلطان 

طرق الباب مرة و مرتين و ثلاث مرات ثم رن الجرس. 

اخرج المفتاح و فتح القفل عندما لم يجبه احد

كانت الشقة شبه مظلمة حالما اصبح بداخلها ومشى ببطء في الصالون و شعر بالصدمة عندما رآى بعض اللعب على الارض.

نزل للاسفل و اخذ احدى اللعب و نظر لها بغرابة 
 "لماذا هناك لعب في الشقة !!!" 

اعتدل في وقفته و قذف اللعبة و قال لنفسه وهو يتساءل
"هل انا في الشقة الخاطئة ام ماذا؟؟"
ثم اكمل استكشافه للشقة ووصل الى الممر المؤدي لغرف النوم التي تحتوي على 4 ابواب
فتح الباب الاول واكتشف انه حمام ثم فتح الباب الثاني و بحث على مفتاح الاضاءة ليضيء الغرفة و اكتشف انها فارغة من الاثاث فاغلق الاضاءة و اغلق الباب و هو يخرج منه 
توجه للباب الثالث و فتحه ببطء ووجده شبه مظلم فقط من اضاءة الاباجورة بجانب الفراش
 اخذ مسحة للغرفة و تفاجأ من وجود فراش طفل وسط الغرفة. 
مشى بتردد للفراش وشعر بالصدمة من وجود طفل نائم به 
"سلطان متزوج و لديه طفل!!!!" 
و فجأة استوعب
 "اوف لماذا دخلت الى هنا؟؟؟!،، اذا كان هناك طفل فلابد ان امه هنا ايضاً،، الافضل ان اذهب قبل ان تحدث مشكلة " 

فُتح باب الحمام فجأة عندما كان على وشك المغادرة فصرخت عفراء خوفاً حالما رأته و امسكت باي شيء يصله اليه يدها و قذفتها به و هو يحاول تجنبها

وجدت ثوب صلاتها و غطت به رأسها ثم امسكت بهاتفها و هددته
 "اقسم اني سأتصل بالشرطة ان لم تغادر" 
و استمرت بقذفه بالاشياء و منها ما اصابته و استغلت الفرصة عندما وقع على الارض و اتصلت على الشرطة

نهض مسرعاً و اخذ منها الهاتف و انهى المكالمة فقذفته مرة اخرى باشياء اخرى و هي تصرخ حتى يغادر

صرخ حتى تتوقف
"انا لست لصاً و لم اتى لايذائك لذلك توقفي عن ضربي" 

صرخت و هي تمسك بحذاء حتى تقذفه عليه
"ماذا تريد مني اذاً؟؟!"

رفع يده مستسلماً 
"اسمي عبدالله و انا ابن خالة سلطان. طلبت خالتي ان اطمئن عليه"

نظرت له بنظرات حادة و انزلت يدها
 "ما هو الدليل على صحة كلامك؟"

شعر عبدالله بالتوتر
 "لا استطيع ان اثبت لكِ"

رفعت يدها مجدداً لتقذفه بالحذاء فتذكر المفتاح في جيبه فاخرجه امامها 
 "لدي نسخة من المفتاح،، اعطتني خالتي" 

نظرت له بشك
"و لماذا تملك والدته نسخة من المفتاح؟؟!!"

"لا اعلم حقيقةً، و لكن اقسم لكِ اني لست لصاً" 

نظرت له لعدة ثواني
 "حسناً اني اصدقك و الآن غادر فسلطان ليس هنا" 

نظر لها بغرابة
"و اين هو؟؟" 

هزت اكتافها 
"لا اعلم"
ثم كررت طلبها 
"رجاءاً غادر"

نظر لها لعدة ثواني ثم لم يستطع منع نفسه من السؤال

"من انتي؟؟ و من ذلك الطفل؟ و ماذا تفعلين في شقته؟" 

رفعت حاجبيها و قالت بداخلها 
"هل هذا يعني ان سلطان لم يخبر عائلته بزواجه؟؟!"

"يمكنك سؤاله ذلك عندما تجده و هو سوف يجيبك" 

لم يستطع منع نفسه من السؤال مجدداً فالفضول يقتله
"هل تزوج سلطان بالسر وانجب طفلاً ايضاً؟؟!"

عفراء ببرود
 "ها قد علمت و الآن هل يمكنك المغادرة؟؟! ،، اولاً مظهرك خاطىء و أنت هنا و ثانياً قد يعود سلطان بأي لحظة و لا اضمن لك أنه سيبقيك حياً و ربما سيغضب من والدته لأنها ارسلتك من غير علمه"

"حسناً سوف اغادر" 

رن هاتفه حالما اصبح خارج الشقة و كانت خالته المتصلة

عبدالله بتردد
 "امممم خالتي،، في الحقيقة لم اجده ولكن" 
لم يستطع اكمال الجملة،، ماذا عليه ان يقول؟؟! ان سلطان متزوج بالسر و لديه طفل!!!

ام سلطان بتوتر
 "ولكن ماذا؟"

 "اهدئي يا خالتي،، سوف آتي حالاً و اخبرك بكل شيء"

"حسنا و لا تتأخر" 

وصل عبدالله اليها بعد 15 دقيقة 

"ما هو الشيء الذي لا تستطيع اخباري به عبر الهاتف؟؟؟!!" 

امسكها من كتفيها و اجلسها على الكرسي 
"في الحقيقة يا خالتي،، هناك شيء يجب ان تعرفيه و لا اعلم كيف اخفى سلطان عنكِ الامر"

ام سلطان بخوف
 "اخفتني،،مابه سلطان يا عبدالله؟؟"

قال بتردد
"في الحقيقة ،، لا اعرف كيف اخبرك" 

قالت بنفاذ صبر
 "اخبرني و دعننا ننتهي من الأمر" 

اخذ عبدالله نفساً ثم قال
 "سلطان متزوج منذ عام او اكثر" 

شعرت ام سلطان بالصدمة فوضعت يدها على صدرها
"ماذااااااا؟؟""


التالي









هل اعجبتك الرواية:

مراجعات الزوار