الفصل الرابع
تسلل ضوء القمر عبر النافذة ليضيء درجات السلم المؤدية إلى الطابق الثاني. سُمعت بضع صريرات بينما حاول خيال مظلم صعود الدرج في صمت.
دقت ساعة الحائط الطويلة، التي كانت في المستشفى منذ افتتاحه، معلنة الساعة الثانية عشرة بصوت رنين عالٍ.
أصبحت زيارة الطابق الثاني كل ليلة روتيناً لـ"لي-يون". في البداية، خططت "لي-يون" للذهاب مرة واحدة فقط، لكن الأمر أصبح الآن بمثابة تذكير لها بأنها آمنة طالما أن القاتل يرقد هناك.
كأي يوم آخر، ضغطت "لي-يون" على كلمة المرور وأدارت الباب.
للنباتات أرواح أيضاً، فكلما تحدث الناس إليها بلطف، نمت بصحة أفضل، وكلما تحدثوا بسلبية، ماتت أسرع. وهي تعلم ذلك، كانت "لي-يون" تدعو أن ينطبق هذا على حياتها. للكلمات قوة، لذا كانت تردد في رأسها:
'أرجوك لا تستيقظ. يجب ألا تستيقظ.'
'أرجوك دعني أعيش حياة هادئة ومسالمة.'
بينما فتحت "لي-يون" الباب على أمل رؤية الجسد الهزيل مستلقياً على السرير كالمعتاد، توقفت فجأة.
'…إنه ليس… هنا؟'
لم تستطع تصديق عينيها. رمشت مرة، ثم مرتين، ومرة أخرى. كان الشخص دائماً هنا. كان مجرد شبح إنسان. السرير، حيث لم يتبق منه سوى هيكله الخارجي، كان فارغاً.
شعرت بقشعريرة تسري في عمودها الفقري، وبينما غطى القشعريرة جسدها، أدركت أنها قد لا تكون آمنة بعد الآن. أعيد عرض حادثة تلك الليلة في ذهنها، مذكرة إياها بهلاكها.
<استرجاع فني>
'الرجل الذي سقط من التل ربما مات.'
فكرت "لي-يون" وهي تنظر إلى بركة الدم على الأرض.
'لابد أنه مات. لقد تدحرج أسفل التل بعد أن تهشم رأسه على الأرجح عدة مرات.'
عندما تمالكت نفسها بالكاد، تُركت وحيدة في الجبال.
'لنعد، لنعد إلى المنزل بعد إبلاغ الشرطة بهذا.'
كانت متأكدة من أنها ستعاني من كوابيس بعد هذا الحادث، لكن صباحاً جديداً سيأتي. كان عليها أن تعيش.
تمكنت "لي-يون" من الوقوف على قدميها، شعرت وكأنها على وشك الانهيار لكنها أجبرت قدمها على اتخاذ خطوة أخرى. كانت تحتفل بهذا الانتصار الصغير في ذهنها عندما غطى شيء ثقيل وجهها. شمت رائحة مرة وقوية جعلتها تشعر بالإغماء. حاولت المقاومة لكن الرائحة وصلت إلى رأسها وسيطر عليها الظلام.
كانت "لي-يون" تشعر برأسها يخفق. كان من الصعب مجرد فتح عين واحدة. هزت رأسها عدة مرات للتخلص من الصداع والتركيز.
'أين أنا؟'
أول شيء رأته هو مصباح كهربائي قديم يومض في خلفية من الظلام. في كل مرة يومض فيها الضوء، كانت ترى خيال رجل يدخن سيجاراً. ملأ الدخان الهواء.
«من أنت؟» سألت "لي-يون" بما استطاعت حشده من شجاعة. عندما حاولت الوقوف أدركت أنها مربوطة إلى كرسي. حفر معدن بارد في معصميها وهي تحاول تحرير يديها. كان الرجل لا يزال يدخن.
«لماذا فعلتِ ذلك؟» سأل صوت خالٍ من المشاعر. الخوف في صدرها أوقفها عن صراعها ضد القيود.
«لا أعتقد أنه سيعيش ورأسه مهشم هكذا،» تابع الرجل.
كانت "لي-يون" مرتبكة وخائفة لذا كان الجواب الوحيد الذي استطاعت تقديمه هو الصمت.
«الرجل شبه الميت هو أخي.» عندما توقف المصباح عن الوميض، أصبحت حواسها حادة فجأة.
ثم أدركت "لي-يون" ما كان يحدث هنا. بينما تكيفت عيناها مع الضوء الخافت، حاولت النظر حولها لفهم محيطها. خطاطيف تتدلى من السقف تدعم أجساد خنازير مذبوحة. الدم الذي يقطر من الخنازير جعل معدتها تتقلب.
كان العمال، الذين يرتدون أحذية مطاطية ثقيلة، يتجولون بشكل عرضي منهمكين في أعمالهم. لم يلقوا نظرة واحدة في اتجاهها. أزالوا الأحشاء، وقطعوا اللحم حسب الجزء، وغسلوا بقع الدم بخرطوم طويل.
لقد استيقظت في منتصف مسلخ أمام رجل طويل القامة، يرتدي بدلة باهظة الثمن.
أخذ الرجل نفساً طويلاً من سيجاره وقال: «بينما كنتِ نائمة، كنت أفكر فيما إذا كان يجب أن أمزقكِ ببساطة، أو ألقي بكِ في البحر.»
قاطعته سلسلة من الدقات. نظرت "لي-يون" حولها لتجد أنها قادمة من برميل في الطرف البعيد من الغرفة وتجمدت عند الصرخة اليائسة التي ترددت في المكان المغلق.
«أخي يموت، ويجب على شخص ما أن يدفع ثمن ذلك،» قال الصوت مرة أخرى بنبرة غير مريحة.
بدأت "لي-يون" الآن بالذعر. كانت تسمع دقات قلبها في صدرها.